المرجعية السنيـــة اليوم قبل الغد !
شحاده أبو بقر
02-01-2014 04:18 PM
نسال الله جلت قدرته أن يكون العام الميلادي الجديد عام خير على العرب والمسلمين كافة ، ولكن .... فكل المؤشرات تنذر بمخاطر كبيرة وبالذات في الشرق العربي الذي ينتظر أن يكون مسرحا مفتوحاً لتطورات وترتيبات صاعدة متسارعة يختلط فيها العنف والسلام معاً وفقاً لقبول أو رفض كل طرف لما ستؤول إليه الأمور ، على ان ميزان العنف والاقتتال والصدام ما زال الأرجح حتى تاريخهّ.
المشهد العام الذي نحن في الأردن وسطه تماماً ، ضباب ويثير الخوف بوضوح ، فالنار تستعر من طل الاتجاهات وكل العامة على بينة من هذا ، والقلق والهم والغم هو الشعور العام السائد في لمشرق العربي كله، وصار واضحاً الحاجة الى تحوط جذري شامل يجمع أولئك الذين وصفت منتجاتهم السياسية بالاعتدال عبر عقود خلت ، والالتفاف حول مشروع سياسي واد هو بناء " المرجعية العقدية " للعرب السُّنة في إطار سياسي امني دفاعي مشترك بمقدوره التفاوض والإقناع بالوجود المؤشر في اقليم مضطرب يأخذ الصدام فيه وباسم الدين منحى الطائفية والعرقية والأيدلوجية وكل طرف فيه يجهد من اجل بلوغ غاية استراتيجية على حساب آخر .
وقلنا مراراً وعلى منذ زمن طويل ان الحاجة باتت اكثر من ملحة للتيقن من ان بناء المرجعية العقدية للعرب السنة ذات الأهلية السياسية المسنودة بالقوة ، صار أمراً أكثر من ضروري ، فالتشتت السائد حالياً ومنذ القدم هو المنفذ الذي تدخل منه كل التطلعات الإقليمية والدولية الباحثة عن مصالحها على حساب الوجود العربي السني كأنظمة وكشعوب معاً!.
لا نطالب بمرجعية تخاصم الآخر وهي تدعو للنزال ، وإنما بمرجعية قوية ذات اثر عقدي وسياسي ولها حضورها العسكري على نحو يضاهي الآخر ويجسد منهج " واعدوا لهم ما استطعتم من قوةٍ " كي نأمن خطر الآخر وأياً كان عندما يكون على يقين من أننا لسنا في متناول الأيدي وإننا قادرون علة الدفاع عن عقيدتنا ووجودنا ومصالحنا !.
نعم، المرجعية السنية التي عنها أتحدث هي اليوم قبل الغد السبيل لنجاة الشرق العربي كله مما يراد له هذا الأوان ، ودول هذا الشرق مدعوة اليوم قبل الغد كذلك للتخلص من عقدة الأنا والذهاب فوراً إلى هذا الصعيد الذي بأذن الله يُنجي ويدفع الخطر والضرر عن الجميع ، والله من وراء القصد .