عام مضى وآخر سيأتي وماتزال أقلامه تنتظر أنامله لكتابة مقال ينشر في صحيفة لتثور ثائرتهم، عام مضى وما تزال كتبه تنتظر يداه لملامستها، وأنفاسه لقراءة سطورها، عام مضى وأنا أنتظر أن أراه بعيني وأضمه إلي اشتياقا، عام مضى ومازالت أشجار منزلنا تتنظر لمساته لقطف ثمارها، عام مضى وأنا أنتظر أن أسمع صوته مناديا باسمي، عام مضى وأنا أقوم بزيارة قبره، والدي اليوم السنة الأولى لذكرى رحيلك و لا أجد كلمات ولا حروف تعبر عن الألم والحزن الذي أعيشه، أبي كم أشتاق لرؤيتك وأنت خلف تلك السحاب، كم أشتاق لسماع صوتك الشجيّ، كم أشتاق لكلمة بابا تخرج من فمي لتصيب قلبك الحنون، وكم أشتاق لسماع اسمي منك، وكم أشتاق للجلوس معك أتمعن بك وأنت تكتب، أبي كلّ شيء في هذه الدنيا يشتاق لك، أنا، واخوتي، وكتبك، ودفاترك، ومكتبك، حتى أشجار منزلنا بدأت تشعر بألم فراقك، تشتاق لأصابعك التي لامست كلّ غصن وورقة، وأنا أعلم أنه ستأتي غيرها سنوات أعيشها على أمل اللقاء بك، والدي دائما أبحث عنك بين ذكريات الماضي إشتياقا لعيونك، ولبسمتك، ولقهوتك، أشتاق لسماع خطواتك، أشتاق لكلّ ما هو لك، و ملكك لأنني؛ أحبك يا أبي.

أبي الدنيا فرقتنا، ولم أتوقع أن الموت سيأخذك مني بهذه السرعة، وأدعو الله أن يجمعني بك في الجنة، أسأل الله المغفرة والرحمة لك.

وأن يكون قبرك روضة من رياض الجنة، ربي إن والدي (صالح رضوان خريسات) في ذمتك اللهم آنسة في وحشته وجعل الجنة مثواة مستقرة ومئواه برحمتك يا أرحم الرحمين اللهم أدخله الجنة من دون حساب ولا سابقة عذاب يارب العالمين.

أبي أحبك...
أبنتك آفاق صالح خريسات