المصري : عيوننا ستظل مفتوحة لعدم الإخلال بالمصالح الأردنية أو بمستقبل العلاقات مع الفلسطينيين
02-01-2014 03:24 AM
عمون - (بترا) - عطيه النجادا - رعى رئيس مجلس الأعيان السابق طاهر المصري ، في قصر الثقافة بمدينة الحسين للشباب اليوم الاربعاء مهرجان العيد الوطني الفلسطيني احياء لذكرى انطلاق الثورة الفلسطينية الذي نظمته اللجنة التنفيذية للجنة الوطنية الأردنية لدعم الشعب الفلسطيني.
وقال المصري في كلمته بالحفل انني اتقدم إبتداءً من الشعب الفلسطيني الشقيق ، وسائر مؤسساته وإلى رئيس دولة فلسطين ، بخالص التهنئة والمباركة ، بمناسبة اليوم الوطني الفلسطيني ، وأسالهُ تعالي أن يحقق لهذا الشعب المكافح ، طموحه المشروع ، في الحرية وزوال الاحتــلال البغيض . وأن تقوم له دولته الحرة المستقلة ، على ترابه الوطني ، وعاصمتها القدس الشريف .
واضاف المصري "نحن الأردنيين نرى في الحل التاريخي العادل للقضية الفلسطينية ، مصلحةً وطنيةً أردنية عُليا ، فنحن الأقرب إلى هموم ومعاناة الشعب الفلسطيني ، ليس بالجغرافيا وحدها أو بالتاريخ النضالي المشترك وحده ، وإنما بإختلاط الدم والنسب والمصالح وبالمشاعر الإنسانية الصادقة ، فالوجع الناجم عن الإحتلال الاسرائيلي غرب النهر يقابله بالضرورةْ ، وجعٌ مماثل شرق النهر ، ولم يكن الأردن عبر التاريخ ، إلا في طليعة الداعمين للحق الفلسطيني المشروع ، المضحين بشرفٍ من أجل القضية ، الرافضين شعباً وقيادة ، لإستمرار الاحتلال وظلمه وممارساته ، المطالبين بحتمية الإقرار بحق الفلسطينين الأشقاء ، في التحرر والاستقلال .
وبين المصري أنه لا جدال في أن القضية الفلسطينية ، هي " المنصة " التي انطلقت منها كل القضايا وحالات التوتر ، ولا جدال في ان إسرائيل اليوم ، أصبحت لغماً خطيراً في الجسد العربي كله ، وتحت أقدام العرب كافة . فهي كيان ٌ فوق القانون الدولي ، وهي حالةٌ شاذةٌ عن السياق الإنساني العالمي بمجمله ، وهي حظيرةُ عسكرةٍ خالصْة ، لا وجود في نهجها لعرفٍ أو مبدأ أو قيمة . فقد منحها الدعم اللامحدود من جانب القوى الكبرى ، حتى وهي تغتصب أرض الآخـــرين ، والصمت الدولي المريب عن جرائمها عبر العقود ، منحها قناعـــة راسخةْ ، بأن منطق القوة العسكرية وحده ، هو سبيلها للبقاء والهيمنــة ، في عالم يدِّعي كبارُهْ ، الدفاع عن الحق ، وعن الحرية ، وعن الكرامة الإنسانية . بينما لا يتردد أبداً ، في مدِّ هذا الكيان ، بكــل مقومات القوة المادية ، والتفوق العسكري ، ومبررات إرتكاب الجرائم المستمرة ، بحق شعب ، ذنبــه أنه يطالب بشيء من حقوقه التاريخية .
وقال اننا نسمع ونتابع ، حديث المفاوضات ، ولا ندري إلى أين ستُفضي أمام العناد والتعنت الإسرائيلي ، فلسطــــين لن تتحرر إلا على يــــد أبنائها ، على يد عربها . هذا هو الواقع ، وهكذا علمنا التاريخ .عندها سيقف المجتمــع الدولي أمام مسؤولياته ويتم تطبيق القانون الدولي إزاء الاحتلال وجرائمـــه . فهذا العالم لم يتعامل معنا إلا على هذا المفهوم ولا يعــــرف إلا منطق ( القوة حق ) . عندها ، نحمل ملف القضية برمته ، إلى الأمم المتحدة من جديد ، ليرى العالم كله ، من يجُيز إستمرار الظلم ِ والاحتلالْ ، ومَنْ يصحوُ ضميرهُ ولو مرةْ ، ليتخذَ الموقف الرافض لكلِّ هذا ، ويسعى وبقوة القانون الدولي ، إلى إرغام المحتل على الجلاء عن الارض الفلسطينية المحتلة ، جلاء تاماً غير منقوص .
وقال إن سلطات الاحتلال الاســرائيلي ، تسابق الزمن في تنفيذ مخططاتها ، بحق الاراضي الفلسطينية ، والشعب الفلسطيني ، مستفيدة من صمت وتجاهل المجتمع الدولي ، ومن إنشغال العرب ، في التعامل مع تداعيات الربيع العربي . وهي تعتقد بإمكانيــة وضع العرب ، والعالم كله ، أمام الامر الواقع ، عند إكتمال سياساتها العدوانية ، وبلوغُ مبتغاها في صُنع واقــــع جديد على الارض ، يخدم أهدافها البعيدة ، ويحقق غايتها في هضم وابتلاع فلسطين كلها .
وأضاف المصري إن هذا الواقع ، يدق ناقوس الخطر ، عند روؤس العرب والمسلمين جميعاً ، وإذا ما استمر هذا الحال ، فسيجد ان العرب والمسلمون بعد حين ، أن أثاراهم في فلسطين تقتلع إقتلاعاُ . فالارض والمقدسات والشعب والتاريخ ، هم جميعاً اليوم في دائرة الخطر الكبير ، وهذا الصمت المريب لما يجري في الحرم المقدسي ما هو إلا دليل واضح على ذلك . تهديد الحرم تدريجياُ وأمام سمع وبصر العرب والعالم أمر محزن ومخزي ، ولن يفعل المجتمع الدولي شيئاً أبداً ، إن لم تكن هناك إنتفاضة سياسية عربية إسلامية شاملة في وجه هذا الظلم َ ، وإجراءات عملية ومادية قوية تاخذ بيد الشعب الفسطيني ، وتدعم حقه ، وترفض دوام الاحتلال ، وتستنهض همة الاسرة الدولية كلها ، للوقوف في وجه المخطط الإجرامي الإسرائيلي .
وقال المصري "أما على الصعيد الفلسطيني ، فلابد لمنظمة التحرير الفلسطينية ، من أن تبقى هي المظلة الجامعة لسائر الفلسطينيين وللنضال التاريخي الفلسطيني لإسترداد الحق . ولا بد من أن تعـزز مؤسساتها ، ولا بد للمصالحة الفلسطينية من أن تتحقق ، تكريساً لمبادىء الوحدة الوطنية الفلسطينية ، ولا يجوز أبداً أن تبقى الساحة السياسية الفلسطينية بمثل ما هي عليه من الشرذمة ، خصوصاً في هذه الأوقات التــي إنشغلــت فيهـــا كــــل الأطراف الدولية والإقليمية وحتى العربية عن القضية ( الأم ) ، وهنا نستذكر باعتزاز ، شهيد النضال والتحرر الفلسطيني ، القائد الرمز ياسر عرفات وتاريخه النضالي الطويل من اجل القضية ، والحقوق الثابتة للشعب الفلسطني وفي مقدمتها حق العودة ، باعتباره حقاً مقدساً لا نتهاون فيه . ونقول بالصوت العالي وفي سياق ما يدور في غرف المفاوضات المغلقة نحذر من أن لا تجزئة لحق العودة ولا قبول بالأمر الواقع ، ولا مزيد من التنازلات بحق الارض والشعب والمستقبل ".
وقال المصري " أننا في الأردن داعمين ومؤيدين للحق الفلسطييني ، فإن عيوننا ستظل مفتوحة لعدم الإخلال بالمصالح الأردنية أو بمستقبل العلاقات بين التوأمين ، إن على الفلسطينين شعباً ومؤسسات ، مواصلة النضال في جميع المجالات ، السياسية والاعلامية والثقافية وسواها ، ترسيخاً لحقوقهم المشروعة غير القابلة للنقض ، مؤمنين بعدالة قضيتهم ، وواثقين من أن حقهم لن يضيع أبدا ً ، ومتيقنين من حقائق التاريخ التي تؤكد جميعاً ، أن لا غاصب أقام أبداً ، لا في القدس ، ولا في سائر فلسطين " . واضاف المصري "إن جـــزءاَ هاماً من الدعم المطلوب عربياً للشعب الفلسطيني ، ولقضيته العادلة ، يمكن أن يتخذ من الدعم الذي ينتهجه بلدنا الاردن ، إنموذجاً يحتذى ، هذا الدعم يهدف إلى تمكين الشعب الفلسطيني من مواصلة الصمود وبناء المؤسسات . وهنا أحيي جهود جلالة الملك عبد الله الثاني في دعم القضية الفلسطينية والدفاع عنها في كافة المجالات والمنابر الدولية والإقليمية ، وفي دعم صموده ومؤسساته وفي رعاية الاماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية" . وختم المصري كلمته "بعون الله ، وبعزيمة الفلسطينيين وبنضالهم وصمودهم سوف تعود فلسطين والقدس محررة ستبقى الأخوة الاردنية الفلسطينية مزدهرة يانعة وستبقى ذكرى شهداء الجيش العربي في فلسطين والبواسل المناضليــن على أسوار القدس مثالاً حياً وصادقاً على هذه الاخوة ". وقال امين عام الحزب الشيوعي الاردني ممثل الاحزاب الاردنية الدكتور منير حمارنه ان هذه الثورة الفلسطينية كانت انجاز كبير للشعب الفلسطيني وانجاز كبير لحركة التحرر العربي ودفع القضية الفلسطينية الى مواقع متقدمة بالاهتمام العالمي عن طريق منظمة التحرير ، ورغم الاختلالات والانتكاسات هنا او هناك الا ان مكاسب الشعب الفلسطيني استمرت على الصعيد الدولي وكان منها مؤخرا الاعتراف بالدولة الفلسطيبنية غير كاملة العضوية في الامم المتحدة واعترافات اخرى بحق الشعب الفبلسطيني في ارضه وفي تقرير مصيره هذه الاعترافات والمكاسب التي تتم رغم الخلل بالوضع الفلسطيني ورغم الوضع العربي الصعب والمقسم يفرض على الجانب الفلسطيني بذل جهود لتوحيد صفوفه ووضع برنامج وطني فلسطيني يحظى بتأييد جمع الفصائل الفلسطينية. والقى عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي ورئيس الحزب العربي الديمقراطي طلب الصانع كلمتان بينا فيهما ان شعب فلسطين شعب واحد وقضية فلسطين واحدة ولكن في قلوبنا نحمل العلم الفلسطيني، واعربا عن اعتزازهما وفخرهما بالاردن ملكا وحكومة وبرلمانا لتأكيده مجددا بان الفلسطيني شريكة في النضال والمسيرة مهما طال الزمن وخاصة في هذا الوضع الراهن، واستعرضا مسيرة الدولة الفلسطينية في الداخل والمهام القادمة التي ستواجهها.
وكان امين سر حركة فتح في الاردن نجيب القدومي القى كلمة اكد فيها "ان ابناء فتح في الاردن يقدرون ويثمنون للمملكة الاردنية الهاشمية ملكا وحكومة وشعبا دعمهم المتواصل للقضية الفلسطينية وحرص جلالة الملك عبد الله الثاني على القدس والمقدسات وتنسيقه الدائم مع سيادة الرئيس محمود عباس . لنعلنها في ذكرى انطلاقة فتح ان شعبنا الفلسطيني لن يصبر وكما انه مستعد لتقديم المزيد من التضحيات حتى تحقيق اهدافنا الوطنية مستعد ايضا لان يستخدم خياراته العديده وهذا يتطلب منا توفير متطلبات المرحلة القادمة واستحقاقاتها متحدين متفقين مخلصين بهمة الرجال الرجال الذين هم لم ولن يحيدوا عن الثوابت ليرفع شبل من اشبالنا او زهرة من زهراتنا علم فلسطين فوق مآذن القدس وكنائس واسوار القدس .