درهم وقاية خير من قنطار علاج
المحامي سميح خريس
31-12-2013 03:12 AM
في 25-1-2011 و انعكاسا لشرارة تونس تحرك الشارع المصري لاسقاط حكم حسني مبارك و استطاعت حركة الاخوان المسلمين ان تقفز و تركب موجة الشارع المصري و تقطف ثمار نضال و كفاح و تضحيات ابناء مصر و بالنتيجة تمكنت وبعد 80 عام من تحقيق حلم الحركة و اعلنت قيام دولة المرشد و ارسلت المدعو مرسي كمندوب لمكتب الارشاد في قصر الرئاسة المصرية و منذ بداية حكمهم ظهرت طبيعة هذا التنظيم (الاخوان المسلمين) و استراتيجيته الحقيقية و المتمثلة بالاستئثار و عدم الاعتراف بالآخر و مارست اقصائه واخونة الدولة المصرية بكاقة اجهزتها من الصف الأول حتى العاشر.
لقد تناست دولة المرشد شعارات الحركة السابقة في مواجهة حكم حسني مبارك و النظام الرسمي العربي من المحيط الى الخليج و لم تقدم للشارع المصري او العربي اي ترجمة حقيقية تنسجم لغة و اصطلاحا مع تلك الشعارات مثل: الاسلام هو الحل, المطالبة بالغاء اتفاقية كامب ديفيد, طرد السفير الاسرائيلي من القاهرة, لا بل تفاجأ الشارع العربي لدرجة الذهول بأولى قرارات مندوب مكتب الارشاد في قصر الرئاسة و المتضمنة: ارسال سفير مصري الى تل ابيب و توجيه رسالة الى شمعون بريز تضمنت عبارات الود و المحبة (صديقي العظيم و تمنى له الرغد في بلاده فلسطين و ختمها بتوقيعه أخوكم الوفي مرسي).
ان تلك الممارسات و القرارات و التي عجز عنها حسني مبارك أصبحت المقدمة الأولى و القوية للشعب المصري لأن يكتشف حقيقة ذلك التنظيم مما دفعه الى التحرك ثانية و الخروج مطالبا باسقاط دولة المرشد فخرجت الملايين و بلغت اكثر من ثلاثين مليون مصري و اعتصموا بكافة ساحات و ميادين محافظات مصر و رفعت شعار (فليسقط حكم المرشد) و كانت النتيجة ثورة الشعب العربي المصري في 30 حزيران مما استدعى انحياز الجيش العربي المصري لارادة الشعب بعزل مندوب مكتب الارشاد من قصر الرئاسة و استرداد مصر من انياب ذلك
التنظيم.
كان رد فعل تنظيم حركة الاخوان المسلمين الاعتصام في ميدان رابعة وكشرت قيادة التنظيم عن انيابها و بدأت بالتهديد و الوعيد ضد الجيش المصري و الأجهزة الأمنية و صرح الدكتور محمد بلتاجي و بصراحة النص قائلا:
"سنشعلها نارا و سنفجرها اذا لم يعد مرسي الى كرسي الرئاسة" و فضح حقيقة مخططهم باعلانه تشيكل مجلس حرب في سيناء من أبناء التنظيم و تنظيم القاعدة و أخواتها حسبما اتفق مرسي مع أيمن الظواهري بتجميع (الأخوة المجاهدين في سيناء) بالاضافة الى بعض عناصر من حركة حماس و توعد الشعب الذي خرج في 30-6 رافضا حكم الجماعة الذي لم يستمر سوى عاما واحد.
ترجمة لاعلان بلتاجي بدأت ممارساتهم الارهابية و لم يدع تنظيم الاخوان تصرفا يقربه من الارهاب الا و غرق في اعماقه بداية من دموية الأخونة و نهاية بضحايا و قتلى الشرعية, مرورا بتلفيق القضايا و تشويه و محاصرة القضاء و المحاكم و ذبح الأبرياء في الشوارع و قتلى الأطفال و رمي الأشخاص من فوق أسطح البيانات و الأعتداء على الضباط و الجنود و التمثيل بجثثهم و الاعتداء على أساتذة الجامعات و الأزهر و اشعال النار في مدرجات العلم و الدراسة و تعطيل الدولة و اغتيال الشرفاء و تفجير المؤسسات و خوض حرب ضد الجيش و تخوين الجميع باستثناء أبناء التنظيم و في الختام كان التفجير الأخير في مديرية أمن الدقهلية بالمنصورة.
ان هذا التفجير الأخير كان القشة التي قسمت ظهر البعير فخرج الشعب العربي المصري بكافة أطيافه و ألوانه السياسية ليصرخ و ينطق صراحة (أن هذا التنظيم ليس اخوان مسلمين و انما اخوان مسلحين و مجرمين و ارهابيين و خوان المسلمين) الأمر الذي فرض على الحكومة المصرية أن تعلن أن هذا التنظيم هو ارهابي و يخضع لأحكام قانون العقوبات و قانون مكافحة الارهاب.
السؤال الذي يطرح نفسه علينا نحن في الأردن رسميا و شعبيا:
أين نقف نحن من هذا التنظيم؟!
بالطبع أن تاريخ هذا التنظيم و ماضيه القديم و الحديث منذ لحظة ولادته مرورا بكافة المحطات و بكافة فروعه في الوطن العربي و في الاردن تحديدا و قبل 30-6-2013 فقد أطلقت قيادة تنظيم فرع الأردن تهديداتها للأردن الرسمي و الشعبي بأن حركت ملشيا التنظيم في شوارع عمان مقابل المسجد الحسيني وازداد نشاطهم السياسي و اجتماعاتهم الأمنية و السياسية مع الأمريكي في أنقرة و برعاية السلجوقي أردوغان و تكثفت رحلاتهم الى واشنطن لشرح وجهة نظرهم بالحكم و أعلن همام سعيد شعاره تغير بنية النظلم و امهل الحكم في الأردن بالغاء سلطات الملك الدستورية حتى نهاية شهر 12 لسنة 2013 و بخلاف ذلك سيتكفل التنظيم بتحقيق ذلك.
ان هذا الماضي هو الواجب اعتماده كاساس سليم لتصور المستقبل مع هذا التنظيم و ما يجب اتخاذه من اجراءات بمواجهته رسميا و شعبيا و بتعبير آخر يتوجب تطبيق احكام قانون الجمعيات الخيرية على تنظيم حركة الاخوان المسلمين و المسجلة كجمعية و التي تمارس السياسة خلافا لأحكام هذا القانون مما يستدعي حل هذه الجمعية و وضع اليد على أموالها و أن ينحصر نشاط الاخوان المسلمين بحزبهم (جبهة العمل الاسلامي) و القول بخلاف ذلك نكون كمن يدفن رأسه في الرمال و لم يسمع بالمثل الشعب القائل: السعيد الذي يتعظ من غيره و الشقي الذي لا يتعظ الا من نفسه و لهذا فان درهم وقاية خير من قنطار علاج يا حكومة المملكة الأردنية الهاشمية.