أين ستسهر ليلة رأس السنة ؟!
أ. د. حسين الخزاعي
31-12-2013 03:06 AM
لم ولن تتوقف عقارب الساعة عن الدوران ، هذه حقيقة لا جدال فيها، فها هي الساعة تقترب للاعلان عن انتهاء عام وبدء عام جديد، عام يتمنى الجميع أن يكون عام خير وبركه، ومسرات وافراح ونجاحات، وتحقيق أمنيات مشروعه على المستوى الشخصي والأسري والوطني والعالمي، بعض الامنيات طال انتظارها ولم تتحقق ، واحلام بعضها تحقق في العام المنصرم، واحلام جديدة تتجدد مع انطلاقة كل عام، فالانسان فضولي بطبعه، وكريم بالطموحات والامنيات والاحلام، وفي ليلة راس السنة يتشوق الانسان لمتابعة ومعرفة التوقعات للسنة الجديدة، ابتكارات وفنون وتكنولوجيا وفضائيات ومواقع الكترونية تتسابق لاشباع فضول الباحثين عن المعرفة والغوص في المجهول ومعرفة ما ستحملة الايام القادمة من مفاجآت، برامج وتحضيرات واعلانات وترويجات لجذب المشاهدين والمتابعين لقضاء ليلة راس سنة لمعرفة ما ستنطق به حناجر المنجمون والفلكيون والفلكيات وقارئي الفنجان والكف والابراج للحديث عن توقعاتهم للمستقبل.
اين ستقضي ليلة راس السنة؟!، أو اين قضيت ليلة راس السنه؟! ، سؤال سيكرره على مسامعنا معظم الفضوليون لمعرفة كيف سنقضي هذه الليلة المسماه راس السنة ، وهل جهزنا انفسنا للاستمتاع بها، وعملا بالمقولة الموروثة " كل يغني على ليلاه"؛ فلكل انسان طريقته وطقوسه الاحتفالية إذا كان من عشاق الاحتفال والانبساط وممن ينتظرون قدوم ليلة راس السنة، ولكل شعب من الشعوب له عاداته، ولكن الخيوط الاحتفالية المتشابكة بين الدول بهذه المناسبة تتم عن طريق اطلاق الالعاب النارية أو إقامة المهرجانات أو أشعال الاضاءات والانوار، والشعوب العربية معروفة بحبها للتقليد في ممارسة الطقوس الاحتفاليه فسنشهد احتفالات في مدن وعواصم كثيرة في هذه المناسبة، والبعض يحتفل راس السنة في قضاء أمتع الاوقات مع افراد اسرته يشكر الله على نعمتة التي انعم بها عليه وعلى افراد أسرته من دوام للصحة والعافية وطول العمر ، والبعض الآخر من - المزوقين والمقرشين والمنغنغين – يحتفلون في قضاء اجمل السهرات في أرقى الفنادق وصالات العرض والنوادي الليلية، فهذه الاماكن بدأت منذ أسابيع تعلن عن اقامة حفلات ليلة راس السنة بوجود أشهر المطربين والمطربات، والراقصين والراقصات، والخالعين والمخلوعات، هذه الفئة الدفيعة طاولاتهم محجوزة على - البست - أي الطاولات القريبة في قاعات الاحتفال، سيطربون ويغنون ويتمايلون ويضحكون ويرشون من اموالهم على المطربين والمطربات، سيقضون ليلة راس سنة على كيف كيفك، سيبقون في صالات العرض والاحتفال لحين الاعلان عن الانتهاء من الاحتفال في ليلة راس السنة، يا ترى كم سينفق الاثرياء العرب على الانبساط في هذه الليلة ؟! والبعض الآخر سيجلسون امام شاشات التلفاز لمتابعة الفضائيات وما تنقله من مشاهد ومهرجانات من دول مختلفة في العالم، ويتابعون تنبؤات اشهر المنجمين والمنجمات الذين تعودنا في كل عام على متابعتهم، ثم يغط هؤلاء في النوم والاسترخاء بما ان بعد هذه السهرة سيكون يوم عطلة رسمية، وأجزم أن الحكومة التي اقرت العطلة وأفرحت الموظفين والموظفات والطلاب والطالبات، أجزم ان اعضاء الفريق الحكومي سيحتفلون في ليلة راس السنة كل وزير على طريقته، والوزراء دعواتهم تختلف عن دعواتنا، واحلامهم عن احلامنا، واوجاعهم عن اوجاعنا ، وتساليهم ومكسراتهم - وبيتي فورهم عن هريستنا وعوامتنا وتسالينا، وضحكاتهم تختلف عن كشراتنا، وفواتيرهم تختلف عن فواتيرنا، ودعواتهم تختلف عن دعواتنا، هم يدعون لله ان يطيل عمر الحكومه، ونحن ندعوا الله أن يقصف عمر الحكومه ويعجل في رحيلها قبل رحيل – المربعانية- وكل شيء ممكن ولا احد يستطيع التنبؤ والتوقع لأكثر من أسبوع واحد حتى لو كان نيوتن او ارخميدس او غاليليو، وخاصة بعد كشفت اليكسا عيوب البنية التحتية الوزارية .
وبعد،،، نعود الى السؤال الرئيس كيف سأقضي ليلة راس السنة؟! او كيف قضيتها ؟ ساقولها لكم بصراحة ، سأقضيها مثلما يقضيها الغلابى والطفارى ومحدودي الدخل ومنتفعي صندوق المعونة الوطنية وصندوق الزكاة وسكان مناطق جيوب الفقر، بردان، جيعان، طفران، قرفان، زهقان، مقطوع من الدخان، قلقان، ومصدر قلقي انهيار كبير في منظومة القيم الاخلاقية ، عنف جامعي ومجتمعي ومدرسي، بطالة، فقر ، جيوب فقر تتزايد بسرعة الريح، فواتير كهرباء وماء ومسقفات، ديون مكسورة، ساقضي ليلة راس السنة اسأل نفسي كيف يقضي فقراء الوطن الغلابى عمرهم بحثا عن الستيرة واسطوانة غاز و- جركن كاز – ومدفأة صالحة للاستعمال، وطبخة يسكتون فيها الحاح المعدة على طلب الغذاء .
مسك الكلام ،،، نتمنى أن يكون عام 2014 عام خير وبركة ودروس وعبر ، وان يبقى الوطن واحة امن واستقرار.