يطلق صندوق حياة للتعليم مبادرته الثالثة " ساعدني لأتعلم " صباح الثلاثاء ، ولأن علينا واجبا جماعيا ، فإنني أنقل الخبر كحامل المسك لمن أراد أن يتطيب بعمل الخير ودفع البلاء عنه وعن أهله والاستثمار في مستقبل الأجيال ، و المبادرة ليست الأولى ولكن أعتقد أنها الأكثر حظاً في الوصول الى الناس عبر إحدى وسائل الإعلام المحترمة والموثوقة ،ورأيت أن من واجبي أن أشارككم بإعلانها لنتساعد جميعا في خلق بيئة جديدة نثور فيها على الحقبة القصيرة التي تسربت الأنانية الى أنفسنا فيها قسرّا لا طبعاً ،
ولنجعل من التكافل الاجتماعي والمعونة الوطنية عنوانا لحقبة جديدة يساعد المواطنون بعضهم بعضا فيها ، وتلتفت المؤسسات التي تعلن في نهاية كل عام عن أرباحها الكبيرة الى شريحة من الناس المعوزين ، إنهم طلاب العلم الفقراء والمحتاجين ، والذين لا يستطيع أولياء أمورهم تدبير مصاريفهم الدراسية .
غدا الثلاثاء هو آخر يوم من أيام هذا العام ، وسيطلق صندوق حياة للتعليم حملة " ساعدني لأتعلم 3 ... اختمها بالخير " وستكون الحملة عبر تليثون على أثير إذاعة حياة أف أم وذلك لجمع التبرعات بهدف تأمين عدد من كفالات طلبة العلم ، وهذه الحملة تحمل الرقم 3 لأنها تشعل شمعة سنوية ثالثة من الأمل لكثير من الطلاب المستحقين وذويهم ، بعدما تمكنت من مدّ جسر إغاثة لما يزيد عن 360 طالبا خلال الحملتين السابقتين عبر سنتين مضيا ، وهذه فرصة لمن استطاع أن يبادر ولو بالقليل لمشاركة القائمين عليها بزرع غرسة أجرّ وأمل في بيت ما من بيوت هذا الوطن .
الحملة هي نتاج مبادرة أطلقتها " جمعية صندوق حياة للتعليم الخيرية " كصندوق وطني خيري يقوم بتقديم المنح الدراسية والقروض الحسنة للطلبة عبرمعايير دقيقة ومعايير محددة لإحتساب النقاط التي تؤهل الطالب للتنافس على المنح والقروض لأهداف إنسانية خاصة بالتعليم للفئات من الشباب وطلبة العلم التي لا تستطيع إكمال دراستها لضيق ذات اليد ، وهي باختصار واحدة من أبواب المعونة الشعبية تفتح نافذة للمتبرعين من الشركات وأهل الخير والعطاء وعلى امتداد مساحة أرض الله داخل الأردن وخارجه .
الصندوق يلزم الطالب المستفيد بالإنخراط في خدمة المجتمع الأردني عن طريق الخدمة المجتمعية المطلوبة من كل طالب يحصل على قرض او منحة من الصندوق ، اذ يشترط الصندوق على الطالب ان يقوم بتأدية خدمة مجتمعية في احدى الجمعيات الخيرية العاملة في المملكة و بمعدل 25 ساعة خدمة لكل فصل دراسي حسب إعلانه ، ويستطيع أي طالب التقدم للإستفادة من المشروع عن طريق الدخول لموقع الصندوق الالكتروني www.hayatfund.org
إن مثل هذه المبادرات الطيبة كحملة ساعدني لأتعلم ، أو مبادرة الزواج الجماعي التي تطلقها جمعية العفاف كل عام بغية مساعدة مئات الشباب المعسّرين على الزواج ، هي مبادرات ذكية ومباشرة لتأسيس نواة شباب يعرف معنى العطاء والمشاركة الجماعية في مساعدة الآخرين ، وهي باعتقادي أفضل وأولى من حملات الدعم والتبرع للاعبي كرة القدم أو المهرجانات التي لا تعود على الإنسان ولا الوطن بأي منفعة أو مستقبل محترم .
يجب على أهل الخير والعطاء أن يفكروا بتغيير أنماط تفكيرهم أيضا ، فليس صحيحا أن الطريق الى الجنة مزروع ببناء المساجد التي تكلف مئات الآلاف من الدنانير ، وأحيانا لا تجد فيها العشرات من المصلين ، حتى بات الحيّ الواحد يعج بأكثر من مسجدين ، فيما طرق الخير كثيرة ، فلما لا تبنى المدارس أو المساعدة فيها أو المراكز الصحية ، أو دعم تعليم طلاب لا يجدون أجرة الطريق وما هذه المبادرة إلا واحدة من طرق الجنة لمن أراد ، أو من يريد أن يشعر بالطمانينة وطعم الإيثار ، حيث يشارك أشخاصا لا يعرفهم بقليل مما يملك .
موعد الحملة غدا الثلاثاء عبر إذاعة حياة إف إم ، ودائما عبر حساب خاص ومراقب في البنك الاسلامي الأردني ، والبنك العربي الاسلامي ، فليكن آخر أعمالنا في آخر أيام العام الميلادي عمل خير ، ولنغيّر ما بأنفسنا ليغير الله ما بنا .
كل عام وأنتم بكل خير