مثلما هناك تناحر بين النخب السياسية للسيطرة على المناصب الحكومية.. هناك ايضا تناحر بين اصحاب السوابق للسيطرة على الاحياء الشعبية.. الاول يريد رئاسة الوزراء او رئاسة الاعيان او رئاسة النواب.. اما الثاني فانه يريد تزعم الحي او المدينة او المحافظة بأكملها..
رغم ان النخب السياسية تكون عادة من خيرة المفكرين والمثقفين والسياسيين الذين لهم افكارهم وآراؤهم ومواقفهم المتعددة.. فنجد انه لا يمكن ابدا ان تتشابه مع اصحاب السوابق الذين هم من خيرة "الهمل" و"الزعران" و"السرسرية " وجميع هؤلاء لا رأي لهم ولا فكر لهم ولا موقف لهم و إلا " وعرض خواتي " ؟!!
بالمختصر المفيد لا يمكن المقارنة بينهما بأي حال لان النخب تصل الى مناصبها بـ " السياسة ".. اما أصحاب السوابق فيصلون الى مناصبهم بـ " التياسة " ؟!! مع كل ذلك نجد أنه في السنوات الاخيرة بدأنا نشهد وجود لغة تشابه تكاد تجمع بين النخب السياسية واصحاب السوابق لغة لم تشهدها الدولة الاردنية منذ تأسيسها..
حين تريد ان تكون زعيما للحارة يجب عليك ان تخوض جميع المعارك دون ان يتم التعليم عليك.. بمعنى ان لا يتم تعليم وجهك بضربة " شفرة " او ضربة " موس كباس ".. حال ما استطعت ان تحافظ على " وجهك " سليما معافى من الضربات في جميع المواجهات التي تخوضها تبقى محافظا على كرسي الزعامة.. اما في حال ما تم تعليمه فتحال فورا على التقاعد ويمحى اسمك من سجلات الابطال.. وتصبح بعد ذلك " ملطشة " للي " بسوى وبسواش "!!
هذه هي المعادلة التي لا ترحم احا مهما كان لك صولات وجولات وضربات لن تشفع لك طالما وصلت ضربة " شفرة " لا يتجاوز ثمنها الربع دينار الى خديك..
في عالم السياسة بدأنا نشهد مؤخرا لغة " التعليم " نفسها فحين تأتي حكومة تقوم بكل ما أوكل لها بكل امانة واخلاص وتأخذ على حين غرة بضربة " ملف " او " اتفاقية " او " خصخصة " تحال فورا على التقاعد ويمحى اسمها من سجلات النزاهة وتصبح هي أيضا ملطشة للي " بسوى وبسواش " ؟!!
هناك حكومات تم التعليم عليها بصفقة " شركة خلوية ".. وهناك من تم التعليم عليها باتفاقية " نفط ".. وهناك من تم التعليم عليها ببيع " أراضي ".. وهناك من تم التعليم عليها بـ " خصخصة شركات حكومية ".. وهناك من تم التعليم عليها بـ " البوتاس والفوسفات ".. وهناك من تم التعليم عليها بـ " الكازينو ".. وهناك من تم التعليم عليها بـ ـ سكن كريم " وهكذا..
جميع تلك الحكومات خرجت من الدوار الرابع بعد ان تم التعليم عليها وها هي حتى اليوم سيرتها على كل لسان..
حين أتت هذه الحكومة طالما تباهـــت بنظافـــــة اليد وانه حتى هذه اللحظــــة لم يسجل عليها انها خصخصــــت او باعت او وقعــــــت اتفاقيات مشبوهة..
بعد المنخفض القطبي الاخير تناقلت العديد من وسائل الاعلام نبأ نية الحكومة تجديد رخصة شركة الكهرباء لمدة عشرين عاما لانها انتهت قبل شهرين تقريبا على الرغم من انها فشلت فشلا ذريعا في المنخفض الاخير وتعرضت لانتفاد حاد من الحكومة نفسها..
التجديد ان تم او سيتم لم يكن كالمعتاد بطرح عطاء لجميع المهتمين للحصول على أفضل الاسعار.. وجميع الاجراءات تمت بالسر رغم ان الحكومة معتادة على التصريح بكل الامور.. ثم لماذا التجديد لمدة عشرين عاما ونحن نخطط لمصادر طاقة بديلة ستنشأ بعد عدة اعوام وسيكون لها أثر بالغ في كلفة الطاقة.. اما طريقة الدفع فهي أقساط وكأن الدولة تبيع " غسالة " وليس مشروعا وطنيا..
يبدو ان القدر وحده لا يكتب لاي حكومة اردنية ان تخرج من الدوار الرابع دون ان يتم التعليم عليها..
هنيئا لكم انضمامكم لباقي " الرّبع "؟!!
العرب اليوم.