حوادث السير ( ازمة اخلاق )
06-02-2008 02:00 AM
تاكيدا على مقال سابق لي حول حوادث السير في الاردن من حيث انها تشكل من اعلى النسب في العالم وحقيقة تشعر وانك في حرب حقيقة كما في العراق او فلسطين او افغانستان او غيرها من دول الصراعات المتنامية والمتجددة ما بين فترة واخرى ، وما يدمي القلب بها ما يصيب الناس والمتضررين من هذه الحوادث اما فقدان الابن او الاب او الام او الزوج والزوجة والاخ والاخت وتبدأ بعد ذلك مراسيم النواح والالم والقهر والتفكير في وضع الحلول لها مع ملاحظة ان هذه الحلول آنية وبالتالي تختفي هذه الظاهرة ما ان تغيب حتى تطل برأسها من جديد دون التعمق بالاسباب الحقيقة من وجودها ولو تاملنا قليلا لوجدنا ان هنالك كثير من السلبيات والمظاهر السلبية على طرقاتنا التي يعيشها كل واحد فينا يوميا من مستخدمي هذه الطرق ومنها :1.عدم احترام قواعد واولويات السير على الطرق التي نص عليها قانون السير بكافة سنينه وتعديلاته وترى ان اكثر السائقين يهرولون بسيارتهم وهم في عجل من امرهم وخاصة على طريق المطار او الزرقاء او اربد وترى كل واحد فينا يسابق الاخر من خلال اعطاء اضاءة بشكل مستمر او استخدام الزامور ولعدة مرات والطامة الكبرى اذا لم تعطيه الاولوية في التجاوز بحيث انه سوف يحاول ان يقفز من فوق مركبتك بحثا عن الموت.
2.استخدام الهواتف النقاله اثناء القيادة مع االالتزام في قيادة المركبة بالمسرب الايسر للطريق دون الاكتراث لمن خلفه او بجانبه .
3.الحمولات الزائده من خلال سائقي الباصات العمومية بالنسبة للركاب او الحمولات الزائده من سائقي البكبات وسيارات الشحن .
4.التجاوز الخاطى اثناء قيادة المركبة دون حتى اخطار الاخرين بذلك من مستخدمي الطرقات .
5.عدم الالتزام بالسرعة المقررة على الطرق وتجد ان السائق يتباهى امام اهله واصدقائه مثلا ان الطريق من العقبه الى عمان لم تستغرق معه ساعتان ونصف .
6.جلوس الاطفال في المقاعد الامامية بصورة مشهودة ومستمره او في الصندوق الخلفي للبكبات .
7.عدم صيانة المركبات بشكل مستمر والتاكد من نظام الاطارات والفرامل والاضاءة .
ولهذا فاذا لاحظنا هذه المظاهر السلبية جاءت جميعها ضمن اخلاقيات السياقة وكونها فن وذوق واخلاق وبالتالي في العرف الاداري والقانوني لضبط سلوكيات اي مجتمع لا بد من وجود اخلاقيات تحكم هذه النمط من السلوكيات بحيث ان الذي يخرج عن هذه الاخلاقيات او ما نسميه بالقانون يجب ان يعاقب ومن هنا لا بد ان تركز الادارة المختصة قانونا في مراقبة ذلك وهي ادارة السير على كيفية تنفيذ ذلك دون البحث فقط عن كيفية جباية الناس برفع الارقام المتعلقة بالمخالفات وزيادة قيمتها وانما التفكير في كيفية تنظيم السير على الطرقات كونه هو الدور الاساسي لواجباتها وليس الجباية.
وهذا يتم من خلال توزيع ونشر العاملين في هذه الادارة او الدوريات الخارجية على الطرق التي يتكرر فيها هذه الحرب وليس تكثيفهم على الدواوير وسقف السيل او الشوارع الضيقة في المدن الاخرى ، لان اصل هذه الحوادث ازمة اخلاق في مستخدمي هذه الطرق وبالتالي لابد من تشديد الرقابة عليهم وضبطهم في هذه الطرقات والتفكير في الالية المتعلقة بحرمانهم من رخصة السوق التي يمتلكونها وليس فقط ان الذي لدية سجل اجرامي كما سمعت مؤخرا ان لا يمتلك مثل هذه الرخصة واتصور ان هذا سوف يتم من خلاله معالجة خطاء بخطاء اكبر منه واتمنى ان لا تكون اي معالجة لحل ازمة هذه الحوادث على حساب جيوب الناس واموالهم وانما من خلال تشديد العقوبة المعنوية بوسائلها المختلفة وان غيرنا من دول العالم لديها مثل ذلك ولنستعين بخبرات الاخرين الممنهجه بذلك