المعيقات الحقيقية الرئيسية والحلول أمام التعليم العالي والبحث العلمي
د. عبدالكريم القضاة
28-12-2013 11:03 PM
عمون - تختلف الاراء حول تقييم التعليم العالي والبحث العلمي ومستقبلهما, ولكن هناك اجماع على ضرورة النهوض به وتوجيهه الى المسار الصحيح وتقدير ما تم انجازه للان واستطيع ان اجتهد والخص المعيقات واقترح الحلول كما يلي:
اولا: ينظرالى التعليم العالي على انه شهاده للوظيفه والمركز الاجتماعي وهذه معضله تواجه الجميع.اما سياسة القبول الجيده في الجامعات فهي التي تؤمن المقعد الجامعي الأكاديمي للطالب.هذا طبعا اكبر تحدي يواجه التعليم العالي والبحث العلمي.
الحل: هذا يحتاج الى جهد وطني تربوي اعلامي كبير يبدأ في ما قبل المدرسه يصعب الخوض في تفاصيله في هذا المقال.
ثانيا: فصل وزارتي التعليم العالي عن التربيه والتعليم أحدث شرخا في التخطيط والمدخلات والمخرجات لمستقبل التعليم.
الحل: وزاره واحده للتعليم بمجلسين فاعلين يكفي كما هو حال الدول المتقدمه.
ثالثا:ان الاستراتيجيات التي تقر على اعلى المستويات والمؤتمرات والندوات والتوصيات والاوراق والثورات البيضاء والمتعددة الألوان والتصريحات الموسميه حول التعليم العالي تندرج في معظمها تحت زاوية مزيد من مضيعه الوقت والجهد.وخير مثال على ذلك اقرار مجلس الوزراء لاستراتيجيه للتعليم العالي بتاريخ 29.7.2012 التي لا نعرف مصيرها للان، وذهب مهندسها المبدع من موقعه.اما ندوة البحر الميت النيابيه قبل ايام فستضاف الى «سلسلة الى الامام در» حسب المنطق الدارج.
الحل: تلخيص نتائج هذه النشاطات في ملف أرشيفي للتاريخ والبدء من جديد بأدوات علميه واليات تقدميه ووجوه جديده تسمو فوق السياسه والمصلحه الشخصيه.
رابعا: مفهوم الجوده والاعتماد يبدوا مجرد شعارات اعلاميه يرفعها معظم اصحاب القرار لركوب الموجه والواقع يشير الى انها تقترب من ذيل قائمة الاولويات, وحقائق تصنيف الجامعات الاردنيه والجامعات العالميه مناره للباحثين عن الحقيقه.
الحل: دعم مطلق لهيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي بالاضافة الى انشاء جسم قوي للجوده في كل مؤسسات التعليم العالي ومايأتي في البند خامسا ادناه.
خامسا:ضعف في الاطلاع على تجربة الدول الرائده في التعليم العالي والبحث العلمي.
الحل:الابتعاث الخارجي لدماء جديده في الماجستير والدكتوراه ومابعدها ودورات خارجيه بشكل خاص للقائمين على ملف الاعتماد والجوده واصحاب القرار في الجامعات على كل المستويات.
سادسا:الدعم المالي الحكومي الذي لايمكن التنبؤ به للجامعات الرسميه.
الحل:على الحكومات ان تدرك انها تتعامل مع مستقبل عقل الوطن وعلى الجامعات ان تعلم قبل ان تنفق ان هناك شيئا اسمه اقتصاد المعرفه واعاده هيكله ان لزم وتبرعات تشكل نصف موازنات ارقى الجامعات العالميه.
سابعا: ان معدلات التوجيهي التي ترتفع عاما بعد عام وما قيل ان عدد طلبة بمعدلات بين 50-60 اصبحت نادره والذي يعني ان كل طالب له مقعد اكاديمي مضمون في جامعه خاصه او رسميه.
الحل: حاجة الوطن الحقيقيه هي في المجال التقني والمهني فما يقرب من نصف الطلبه في الغرب يذهب لهذه التخصصات.
ثامنا: تناوب سيطرة مجموعتان رئيسيتان على ادارة مفاصل التعليم العالي بصورة كبيره اصبح مقلقا.المجموعتان مارستا اليات السقف والجدران الزجاجيه في التعيين والاقصاء ابتداء من قيادات الصف الاول وفي بعض الحالات حتى الرابع بغض النظر عن الاداء واشياء اخرى احيانا.واصبح لكل مجموعه كتاب للتدخل والتلميع السريع والمعلقين النمطيين واداريين وغيرهم جاهزين للتحرك ضد المعارضين وحتى شخصنة ارائهم ان لزم.وقد تلجأ أي مجموعه للتنسيق مع المجموعه الاخرى. فعلى الرغم من اختلاف التوجهات بينهما الا ان هناك مصالح مشتركه تجمعهما. للأسف ان لكل مجموعه مركز او مراكز قوى تدعمها وبعضها يقال عنها صعب لمسها.
الحل: الاغلبيه الصامته الجاده المتميزه المتفانيه في المنفعه العامه في الجامعات تعلم وتعمل على ان خير الناس انفعهم للناس, وعليها ان تعمل على اصلاح مسيرة التعليم العالي بالطرق الصحيحه النزيهه, وعليها ان تعلم كذلك ان فرعون لم يأت مصادفة!.
تاسعا:المجالس في وزارة التعليم العالي والجامعات تحت سيطره شبه مطلقه لرؤسائها الذين لهم القدره على تعيين واقصاء اعضاء هذه المجالس وما ينتج عن ذلك,فتحولت المجالس الى جزء من مشكلة التعليم العالي لامن الحل.
الحل :لأن طريقة تعيين الاعضاء والرؤساء في معظمها خاطئه وتخضع في معظم الاحيان الى تأثير ما جاء بالبند ثامنا، فلابد من اليه تشبه ولو بالحد الادنى الجامعات الغربيه من لجان استقصاء وتعيين لايكون لأحد اعضائها تضارب مصالح مع المرشحين لهذه المواقع.واقتبس من كلمات كتاب التكليف السامي لحكومة سابقه: «يجب اجراء مراجعة شاملة لادارة عملية التعليم العالي والجامعي لضمان عودة جامعاتنا منارات علم وابداع».
عاشرا:ما زال بعض صناع القرار في الوطن يعتقدوا ان العنف الطلابي بعيد عما يدور في الوطن.
الحل :لقد كنت عضوا في اتحاد الطلبه في الجامعة الاردنيه عام 1973 وفي الجمعيات الطلابيه عام 1976 ورئيسا للجنه العليا لانتخابات الاتحاد في الجامعة الاردنيه في عامي 2008 و2009.نصيحتي لصناع القرار ان يعلموا ان الطفل يرى ما يفعله ابويه اكثر بكثير من سماعه لنصائحهما المتناقضه مع افعالهما.اما الدراسات والاراء عن اسباب العنف الجامعي فهي اكثر من ان تعد ولا بد من الاستفاده منها.
السؤال الرئيسي من اين نبدأ؟:
زمان التعليم العالي المنشود يحتاج الى دماء جديده واداء مختلف.هذا قد يتطلب استقالة معالي الاستاذ الدكتور وزير التعليم العالي والبحث العلمي الذي نقدره ونحترمه والبدء بخارطة طريق تراعي ماذكر اعلاه.
عن الرأي