تسويات كبرى .. تستبعد العرب !!
د.احمد القطامين
28-12-2013 05:16 PM
مع اقتراب عام 2013 من خواتيمه، تبدو الصورة العامة للمنطقة سوداوية وخطيرة بطريقة غير مسبوقة.
فقد شهدت السنة المنصرمة احداثا جسيمة بحيث أصبح بحكم المؤكد انها السنة الأسوأ في التاريخ العربي منذ نكبة فلسطين عام 1948.
فمن جهة تمكنت قوى الثورة المضادة من تحويل ظاهرة الربيع العربي الى كابوس مرعب من الدماء والقتل والردة حتى عن ابسط المعطيات التي جاء الربيع لتحقيقها. ومن جهة أخرى افسح المجال لتسويات كبرى بين الغرب والدول غير العربية في الإقليم، أدت بمجملها الى انهاء اية أهمية لأية دولة عربية في معادلة القوة والتأثير في المنطقة.
ومع حالة الانكشاف الاستراتيجي للمنطقة العربية بعد ان تم اسقاط دول العراق وسوريا ومصر من معادلات الردع واشغالها بالكامل في قضايا الداخلية اصبح الطريق معبدا لإحداث التسويات التاريخية المطلوبة في المنطقة والتي تتضمنها الوثائق الغربية السرية والمسربة والتي من أحدثها إشاعة حديث عن انتهاء صلاحية "سايكس بيكو" وضرورة ان يتم وضع ترتيبات جديدة للمنطقة قد تتضمن دمج بعض الدول في بعضها البعض او تقسيم دول أخرى او إزالة دول بأكملها من الوجود ضمن خطوط عرقية وطائفية تضمن تكريس حالة الدول الفاشلة فيها.
فالاتفاق الايراني الغربي ليس عملية عابرة انما هو في الواقع تعبير واضح عن معادلات القوة الحقيقة في المنطقة، فإيران أصبحت قوة إقليمية كبرى لا يمكن تجاهلها في معادلات الاستراتيجية الناظمة للسلوك الكوني للدول الكبرى. كل هذا تطلب مقاربة غربية جديدة مع إيران وذلك باستغلال حدث انتخاب رئيس جديد لإيران يتمتع بقدرات دبلوماسية عالية تتناقض تماما مع المهارات التي كانت لدى سلفه المتطرف احمدي نجاد.
ترافق ذلك مع حالة خطيرة غير مسبوقة من الضعف العربي بعد ان تعثرت محاولات التغيير التي انتجتها ظاهرة الربيع العربي، وبعد ان فشل الاخوان المسلمون في الاحتفاظ بالسلطة في مصر حيث تم ابعادهم ضمن حملات عنيفة جدا تهدف الى استئصالهم بالكامل من المشهد السياسي في مصر وبالتالي في المنطقة بأكملها بما فيها تركيا حيث يواجه رئيس وزراءها اردوغان مشاكل غير مسبوقة يعتقد مراقبون انها موجهة من الخارج بالتنسيق مع قوى علمانية مؤثرة في داخل تركيا.
اذن نحن على أبواب عام جديد (2014) العام الذي قد يوصف مستقبلا بامتياز انه الأسوأ منذ سقوط الخلافة العباسية على يد هولاكو.. الا اذا حدثت معجزة كبرى ونحن نعلم مع الأسف ان زمن المعجزات قد ولى..