ابو مرعي شخص غامض.....يحبة الجيران .....تحرص النساء في الحي على القاء التحية كلما صادفهن ...هو الاقدم بين سكان الحي...يعرف متى شيدت البيوت....وتكاليفها.....وديون الاهالي......ومن اين ياتون بالحجارة والاخشاب..واسرار التداوي بالاعشاب ...

يعرف اساطير الحي..... والبيوت التي هجرها الملاك واين تخبأ المفاتيح.....واحجام الاقفال...والوان الحيطان ......ومواعيد تجديد الطلاء....لكل الجدران والسقوف التي عانت من رطوبة الشتاء الماضي......
يعرف كل الساكنين....ويذكر تواريخ الزواج والميلاد ....واعمار المطلقات...يحسب الدخول.......ينام ابو مرعي مبكرا كل يوم....فهو لم يشرب القهوة منذ ان اقنعه الحار قبل عقود بان يتجنب التدخين........ابو مرعي يحب البحر مع انة لم يجروء يوما على طمر كتفية بالماء.....

ابو مرعي اصبح غير قادر على تحمل الاصوات التي تتدفق من بوابة بيتة
لم يعد معني بالتمييز بين مناداة الباعة...وشجار الجيران....وموسيقى الاحتفالات التي تحملها الريح وتوجهها نحو صيوان اذنيه الصغيرتان...
ابو مرعي يستسلم اليوم لثقل تراكم الايام التي اتعبت جسدة....واضعفت بصرة
واثقلت سمعة حتى انة لم يعد يهتم كثيرا لما يحدث........ابو مرعي لم يعد حاضرا

لأن سمعة اصبح ثقيل...........
يا مسكين يا بو مرعي ......
شو سمعة تئيل.