facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الفرار إلى الموت .. *ناهض الوشاح

28-12-2013 03:06 AM

*إن أخطر شيء أن يتحول الوطن إلى رغيف خبز .
حين تجلس على حافة يوم غائم فضفاض تأخذك الحكاية نحو التفاصيل المعقدة فيما نراه ونعيشه ... متأرجحين في أعماق الهاوية .. تُحدّق فينا من ثُقب الخوف والوهم الذي هو جزء من حياتنا، فالألم معناه ركض العالم في الخارج ونحن نختبئ خلف ضجر المسافات .
انظر حولك .. ماذا ترى ؟؟
خيال بليد ... ذاكرة مستباحة ... وطن في مخيم ... المخيم فخ ... حشود تنزلق إلى قاع الجحيم ... زوايا مُعتمة تضجّ بالبؤس... والشقاء يتغلغل في مصائر الناس هنا... لا جبّة الحلاّج تقيهم برد الشتاء و لا نظرية ماسلو للحاجات تُفيد من هو عالق في قعر الكون .
الماضي أشلاء مشوّهة ... الحاضر مكيدة والمستقبل كمين يترقّب هياكل عظمية جديدة تُرصف للطغاة والمستبدين . وللظلمة التي أضافت ثالوثا محرما جديدا .. فقر وجهل وضياع .. فطقس الإنحطاط البشري أوشك يكتمل .
ماذا ينتابك وأنت تتسكع في مدينة تعرفها ولا تعرفك ... تعرف فيها الفقراء يبحثون عن بقايا الطعام في أكوام (الزبالة ) ... ويقف كثيرا من أطفاله على الإشارات الضوئية وعند مواقف السيارات ... وعند تجمع الناس في الأسواق ...
تُرى ماالذي يقوله الأغنياء وهم جالسون في مطاعم فاخرة يحتضنون نسائهم ويتأبطون أطفالهم بدفئ مُبالغ فيه حين ينظرون معك بنفس الإتجاه ... كل شيء يبعث على الإشمئزاز والمكان كله عبارة عن مستنقع . مليء قلبي يا إلهي فارغة يداي!!
هزّات الحزن تفتك بقلبك في زحمة الفراغ القائم بين جيبك ومعدتك ...فالفجوة الواسعة بين طبقات الشعب تتجلى في شوارعنا ... في مدننا العربية التي نعيش فيها كأطفالٍ ضحايا من أجل الخبز والجنس وكل شيء يدعو إلى القرف .
المفارقة قائمة حيث تتوغل في كل أوصال هذا الوطن الغارق حتى الثمالة في مواعيد فرح خادعة ... سراب ما نرى ... موت ما نعيش .
كثير منا ركب البحر هربا من جنرالات الجوع ... وأكثر من ذلك لاذ بالشارع ليطفئ جوع أهله بمجاعة أخلاقية ... وما تبقى هرب من تاريخ نبذ أبو ذر الذي عجب من رجل لا يجد القوت في بيته ولا يخرج على الناس شاهرا سيفه...
هل اشتعل الليل وانطفأت الكلمات ... أم أن هناك دائما موت مؤجل في حالة الظلام المستشري والخسائر البشرية تجعل من الجياع كُفّار ... من ينظر إلى عالمنا يعرف .. فنحن لسنا بحاجة لمكان نُدفن فيه ... نحن بحاجة لمكان نحيا فيه .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :