بين بريطانيا وإيطاليا .. الأردن بألف خير
د. بسام الزعبي
25-12-2013 03:59 AM
بدون ترتيب بين الطرفين، دعتني هيئة التجارة والاستثمار البريطانية لحضور فعاليات مؤتمر الاقتصاد الإسلامي التاسع الذي استضافته العاصمة لندن، فيما دعتني شركة معارض ريميني الإيطالية لحضور مجموعة من المؤتمرات والمعارض حول الطاقة المتجددة والاستدامة والبيئة وإعادة التدوير، والتي أقيمت في وقت واحد في مدينة ريميني الإيطالية، ومن كلا الدولتين أكتب لكم مشاهداتي حول الأحداث والمشاركة الأردنية والنظرة لنا اقتصادياً وسياسياً لدى الغير.
في لندن اجتمع ممثلين عن معظم دول العالم الإسلامي إلى جانب دول أخرى مهتمة بمواضيع الاقتصاد الإسلامي (1700 مشارك من 182 دولة)، وكان الأردن حاضراً بقوة من خلال مشاركة جلالة الملك وحديثه في الجلسة الإفتتاحية للمؤتمر، إلى جانب مشاركة الدكتور إبراهيم سيف وزير التخطيط والتعاون الدولي في جلسة رئيسية تحدث فيها عن الأردن من جميع الاتجاهات الاقتصادية والتنموية، فيما تناول الأستاذ الدكتور سلطان أبو عرابي العدوان أمين عام اتحاد الجامعات العربية واقع التعليم في العالم العربي عموماً، وفي الأردن خصوصاً بكل فخر وثقة وجدارة.
الملك تحدث بوضوح مؤكداً "إننا في الأردن عازمون على الإستمرار في البناء على نقاط القوة في بلدنا، وفي مقدمتها شعبنا العزيز، العنصر البشري الموهوب المتعلم والبارع في أمور التكنولوجيا والمتمتع بوعي عالمي"، فالملك بدأ بالعنصر البشري لإيمانه الواضح والراسخ بأن لدى الأردنيين الإرادة والعزيمة لتحقيق الإنجازات والإبداعات، وليلفت أنظار العالم إلى الكفاءات الأردنية المتنوعة والمتقدمة في معظم المجالات، وليجدد مقولة الحسين الباني، رحمه الله، الإنسان أغلى ما نملك.
وفيما أشار جلالته إلى أن الإنسان الأردني موهوب ومتعلم وبارع، أكد الملك أن الأردن يتميز بموقع جغرافي استراتيجي فريد في المشرق العربي، مما يجعلنا منصة استراتيجية للوصول إلى أسواق دول مجلس التعاون الخليجي، ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على نطاق أوسع، ومركزاً عالمياً يلتقي فيه الشرق والغرب.
وزير التخطيط استعرض مكامن القوة لدى الأردن بطريقة ولغة يفهمها المستثمرون حول العالم، كفاءات بشرية متعلمة ومدربة، موقع استراتيجي مميز، فرص استثمارية جادة وحقيقية، اتفاقيات اقتصادية دولية تسهل التواصل مع العالم، قوانين وتشريعات تنظم وتسهل وتدعم أعمال المستثمرين، تتوجها جميعاً قيادة شابة طموحة متجددة واعية، تخاطب العالم بثقة وقوة وتتمتع بعلاقات طيبة مع الأشقاء والأصدقاء حول العالم.
في ريميني الإيطالية الحديث مختلف، الرؤية صناعة وتجارة والفرص كثيرة والأرقام والصفقات سيدة الموقف، والأردن كان حاضراً من خلال مشاركة مجموعة من رجال الأعمال الجادين الباحثين عن الفرص والصفقات، معتمدين على الخبرة والتخصص في قطاعات عدة، وبين حوارات وجولات واجتماعات وصفقات، تحرك أعضاء الوفد بحيوية بين الأجنحة المشاركة قائلين للعالم.. نحن من الأردن.. ليكون الرد.. (يس كنج عبدالله).
على هامش هذه الأحداث الكبرى سنحت لنا الفرصة للحوار مع مشاركين من حول العالم، وكانت الأحاديث تتوزع بين الاقتصاد والسياسة في الغالب، والمفارقة أن الغالبية العظمى كانت تتحدث عن فوضى وفساد وحروب ودمار وموت، فيما لخص لي أحدهم الأوضاع في بلده بالقول: نحن نعيش بفوضى اقتصادية.. يرافقها إرهاب سياسي، وبين من يشكو ومن يدعو بالفرج، هناك من يعيشون على فتات السلاطين فتجدهم حامدين شاكرين، والرابط الغريب بين الجميع أن المتحدثين أجمعوا على أن الأردن مستقر وآمن وأن حضوره في الأحداث العالمية كبير مقارنة بحجمه الاقتصادي، وأن تأثيره السياسي ملحوظ ومقدر!!
الخلاصة التي خرجت بها شخصياً (ولن يدفع لي أحد مقابلها للأسف)، أن الأردن بألف ألف خير، وإذا حكم كلاً منا ضميره سيجد في داخله أننا فعلاً بخير، وأن أوضاعنا أفضل من دول كثيرة لديها قدرات وإمكانيات اقتصادية وسياسية أكثر منا بكثير، وهذا لا يعني بالطبع أننا نعيش برغد وسعادة بشكل مطلق، ولكننا نعيش بكرامة.. ونعم كثيرة تستحق أن نشكر الله عليها وندعوه أن يديمها علينا وأن يحفظ الأردن الأرض والإنسان.