المنسف الكركي والحطب البحريني !!!
د.عبدالله القضاة
25-12-2013 03:54 AM
في أمسية بحرينية جميلة ، اصطحبني فيها صديقي الدكتور مالك بني عطا من ضاحية السيف نحو مخيم الحزمان في جنوب البحرين ؛ فالكرم في البحرين - كما الأردن - يزداد كلما اتجهت صوب الجنوب !!!.
في جنوب البحرين ؛ وفي برها تحديدا ؛ يبدأ موسم التخييم من بداية شهر تشرين الثاني ولغاية نهاية آذار من كل عام ؛ حيث يقيم الناس مخيمات جماعية بعيدا عن أجواء المدن وتلوثها الى أحضان الطبيعة الصحراوية الخلابة ؛ والأردنيون كغيرهم من الجاليات أقاموا العديد من "مضارب " الخير في هذه المنطقة العربية الأصيلة ؛ بهدف التواصل الاجتماعي وتعزيز اللقاءات التعريفية بين أبناء الجالية ناهيك عن إقامة أيام للسهر والسامر الأردني.
بعد صلاة المغرب دخلنا خيمة اردنية اقامتها مجموعة من أبناء الكرك الأبية ؛ وبعد أن استقبلنا الشيخ ضرار الضلاعين "ابوعلي " ورفاقه نشامى الكرك وضيوفهم الاردنيين من شتى محافظات المملكة ، قدم لنا الاستاذ سيف الرواشده إيجازا عن هذه الخيمة التي أقامها أبناء الكرك للسنة الثانية على التوالي ويشترك بها زهاء ثلاثين عضوا وتتسع لخمسين شخصا .
جلسنا وسط ترحيب كبير من الحضور ؛ الضيافة اردنية والترحيب وطنيا ؛ القهوة العربية الأصيلة تصب لنا بأيدي أردنية ؛ والنار تشتعل خلف الخيمة بحطب بحريني مبارك ؛ جلسة قلما تجدها في اي مكان على الأرض ؛ سوى الأرض الأردنية ؛ وماهي إلا لحظات لتغطى أرض خيمتنا بالمناسف الكركية ويفرح الأردنيون بجمعتهم الوطنية .
وبعد السهر والسمر الجميل ؛ طرحت تساؤلاتي المعتاده على أبناء جاليتنا الأردنية : لماذا لا يكون تجمعكم مؤسسيا وشاملا ؟! ، بمعنى لماذا لا تكون لكم جمعية او مجلس اسوة بإخوانكم في الإمارات العربية المتحدة ؟!، ولماذا لا يحضر سفيرنا لقاءاتكم الدورية ؟!، أجاب البعض على استحياء ؛ سفيرنا !!!، نعم سفيرنا ؛ فهو موجود لخدمتكم ورعاية مصالحكم ؛ اليس كذلك ؟!، قالوا بلى ولكن لعله لا يحب الخروج من مكتبه ؛ أو ربما ليس لديه خبرة في التواصل الجماهيري !!!، فرد آخر وليس المشكلة فقط في تعاون سفيرنا وإنما الذي يزعجنا أكثر ما تكتبه بعض مواقعنا الإخبارية الأردنية عن خصوصية علاقتنا بالبحرين وإثارتها للطائفية التي تضعنا في موقف لا تنحسد عليه ؛ فهل وصلت رسالتنا ؟!.