ومات السوفييتي العظيم ميخائيل كلاشينكوف عن عمر يقارب ال95عاما قضاها يعضض أصابعه ندما وقهرا، لأنه لم يسجل براءة اختراع سلاح ال(اي كي47) لنفسه، ولأنه لم يستفد ماليا من هذا الابتكار الذي غير وجه التاريخ في الكثير من مناطق العالم، وما يزال.
طغى اسم كلاشينكوف على هذا السلاح، ودخل الاسم الى معظم لغات العالم، إن لم يكن الى جميعها، بينما كلاشينكوف نفسه كان ينتظر حتى نهاية الشهر حتى يحصل على راتبه التقاعدي المتواضع بلهفة الطفران(مجرد سائق دبابة). ولو حصل على فلس واحد عن كل شخص حمل «الكلاشن» لعاش ومات مليونيرا.
في البداية اصبح الكلاشن رمزا وطنيا لحركات التحرر العالمية من الاحتلال، أو حكم الطغاة والأمريكان الذين يساندونهم. واشتهر السلاح في الثورة الكوبية ضد حكم باتيستا ،وبين ايدي ثوار التوباماروس والثوار الساندانيين في امريكا اللاتينية .
ناهيك عن ثوار افريقيا وأوروبا والثورة الفلسطينية وفي فيتنام وكوريا ولاوس وغيرها.
تتحدث الشركة المصنعة عن 100 مليون قطعة سلاح تم تصديرها، وهذا لا يشمل التقليد، لكنه يشمل بالتأكيد حركات انفصالية ومرتزقة ، بعد أن تحول الكلاشن من اداة نضالية عالمية الى سلعة رائجة في اسواق تهريب السلاح لمن يستطيع الدفع.
في الثورة الفلسطينية تحول الكلاشنكوف الى شعار ، ودخل الاسم في النسيج اللغوي للثورة وتسلل في الكثير من الأغاني والمواويل والأناشيد الوطنية، وما يزال، ويكاد يكون السلاح الوحيد، لا بل الشيء الوحيد الذي اتفقت علية جميع الفصائل.
وبعد أن تحولت الثورة الى وفود مفاوضة تتراجع عن مواقفها باستمرار ، وتخلينا عن ثوابتنا الوطنية، تم ابتكار اضافة جديدة الى الكلاشنكوف عندنا، وهي الصاق «باغتين» من الذخائر ببعضهما عن طريق لفة «تب» سوداء، وعندما تنتهي الأولى يتم قلبها جانبيا وتركيب الثانية فورا، بدل البحث عن الباغة في الجعبة ..هذا الابتكار تم خلال المهرجانات الكبرى واطلاق العيارات النارية..... احتفالا بالهزائم المتلاحقة.
ويا جبل هزّك نسيم
وتلولحي يا دالية
(الدستور)