المعارضة والموالاة رؤى غير واضحة
نايف المحيسن
24-12-2013 11:45 PM
لا يزال الاردنيون لا يعرفون ماذا يريدون وهنا اقول غالبية الاردنيين وقد نصل الى نسبة تقارب الـ 99 بالمائة منهم ونترك الواحد بالمائة عل وعسى ان نجد اختلافا بينهم فهم يتشابكون في الرؤى ويتباعدون في الرؤيا فكل منهم يغني على ليلاه وكل منهم يسهر ليله وحدانيا حتى وان اظهر انه يلتقي بساعات صفاء مع غيره في التوجهات ولكن كل واحد منهم يعتقد انه يمتلك ناصية الحقيقة ولا يريد ان يلتقي حتى مع غيره فيها فيبحث عن اختلافات ليكون هو المختلف واعتقد ان الاختلاف في بعض الاحيان يقودنا للتخلف ان كان مصلحيا اما ان كان لمصلحة عامة فانه بالتأكيد يقودنا الى الوصول للحقيقة وللفعل الحقيقي بعيدا عن الخيالات والتخيلات الفردية.
المعارضة الاردنية نجدها احيانا تجنح الى الموالاة وحتى اكون منصفا لا اقول جميعها ولكن غالبيتها وفي هذه الحالة يخضع المعارض الى المزاج العام ويتقلب معه لانه اصلا لم يبنيى موقفا ثابتا وصحيحا وكاملا لتنطلق معارضته منه فالمعارضة الغير مبنية على اساس متين لا يمكن ان تحقق الانجاز المطلوب لها وهذا ما قلناه وكررنا في كثير من الاحيان سواء قولا او كتابة .. ومن هنا نجد ان المعارض من السهولة ان ينقلب الى موالاة لانه بمثل هذه الحقيقة حتى لو كان واقول تجاوزا لديه موقف ثابت فانه امام مصالحه قد يتغير لان المعارضة يجب ان تقود الى نتيجة وطالما الوضع كذلك فان النتائج لا يمكن ان تتحقق ومن هنا قد ابرر الانتقال طالما ان الرؤى غير موجودة ولن تتحقق رغم انني ضد تبريري هذا ولكن ابرره للشخص نفسه وهذا لا يمكن ان يقودنا لان نقول ان المعارضة كلها كذلك رغم عدم وجود رؤى ثابتة.. وما ينطبق على المعارضة ايضا ينطبق على الموالاة فهناك من يحاول ان يسير على اطراف معادلة المعارضة ان تضررت مصالحه او ان فقد طموح مصلحي ذاتي لان الموالاة في الغالب اهدافها الوصول الى ما يريده الموالي حتى وان كانت موالاته صحيحة ولكن يحاول ان يشير الى نفسه او يذكر من خلال نافذة المعارضة هذا مع التأكيد ان هناك موالون لا يمكن ايضا ان يتغيروا حتى لو تضررت مصالحهم او انهم قد يكونون بلا مصالح ذاتية.
لكن القضية الاهم لكلا الطرفين معارضون وموالون هو ان غالبيتهم لا يقبلون ا ن يكون احدهم كالاخر فكل واحد منهم يعتبر نفسه معارضا مختلفا عن الاخر فمنهم من يرى السقف العالي غير محبب ومنهم من يرى السقف المرتفع هو المطلوب وهناك من يطالب بالحد الادنى ومن يطالب بالحد الاعلى وضمن هذه الا طر لا تجد اثنان يتفقان على موقف واحد او رؤيا واحدة او قد يرى كل واحد منهم انه هو الوحيد الذي يحتكر الحقيقة ويحتكر المعارضة وان الاخر معارضا استعراضيا او معارضا لمجرد المعارضة والكثير من الاختلافات التي يطلقها كل واحد على الاخر ومن هنا نجد ان القيادة اصلا معدومة لدى المعارضة فلا يوجد لها قائد مع ان المطلوب لتحقيق الاهداف وجود القيادة الفعلية للوصول للاهداف فبدون قيادة فكأن هناك جسد يتحرك بلا رأس وتخيلوا ما هي حركة الجسد بلا رأس على افتراض ان بالجسد حياة ان كان بدون رأس.
ما ينطبق على المعارضة ينطبق على الموالاة ولكن هناك رؤوس تسعى لاهداف معينة من خلال تحريك الاجساد والاهم ان الارضية قد تكون مهيئة لالتقاء المعارضة لكن لا يمكن ان تلتقي الموالاة نهائيا مع بعضها البعض لانها اصلا تلتقي دون تخطيط لان التخطيط الذي تلتقي عليه موجود اصلا.