عشرون وردة نقدمها كعرب إلى الشعب الألماني الذي نهض قبل عشرين عاما ليهدم الجدار الذي فصل نصفين عاصمته برلين ووطنه ألمانيا وعلى مدى 28 عاما، وإنهاء عهد ألمانيا المنقسمة إلى دولتين الأولى : ألمانيا الشرقية والثانية:ألمانيا الغربية وتأكيد وحدة التراب الوطني الألماني. مثل الألمان.. أدارت شعوب أخرى الظهر لمحتليها على الرغم من قوتهم الإستعمارية العاتية والباطشة لأية مخططات تهدف لتقسيم الأمة وترابها الوطني. وعودة للتاريخ الذي هو أعظم معلم.. ففي نهاية الحرب العالمية الثانية وفي اليابان بالتحديد وعلى اثر قصف مدينتي نيغازاكي وهيروشيما وتدميرهما تماما بقنبلتين ذريتين وتحضير قنبلة ذرية ثالثة لقصف مدينة أخرى.. وإعلان اليابان الإستسلام للولايات المتحدة..
رفض الشعب الياباني كله التخلي عن أمور أربعة على الرغم من هزيمته وهي: التمسك بالميكادو (الإمبراطور) والعلم الياباني الأبيض وفيه الدائرة الحمراء ورفض التقسيم للتراب الوطني والتمسك باللغة والعادات والتقاليد اليابانية حيث كان ينوي الإحتلال الأمريكي تقسيم اليابان إلى أربع دول على الأقل ... مثل أخر..فعندما سقطت الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى أمام الدول الأوروبية وفي مقدمتها بريطانيا وفرنسا و روسيا..
رفض الشعب التركي وعلى رأسه جمال أتاتورك أي مساس بوحدة التراب التركي كله وقلبه الأناضول إضافة إلى تمسكه بعلمه ولغته وعاداته وتقاليده. ومن التاريخ أيضا.. نعرف أنه ورغم تفكك الإتحاد السوفييتي قبل حوالي عشرين عاما، فقد رفض الشعب الروسي تفكيك روسيا وفي قلبها جبال الأورال والعاصمة موسكو وسيبيريا وغيرهما والتمسك باللغة والعادات والتقاليد الروسية.
وكذلك فعلت إيران برفض تقسيم التراب الوطني الإيراني على الرغم من تداول إحتلالها من قوى عظمى إبتداء من الإسكندر المقدوني ومرورا بالدولة العثمانية وإنتهاء ببريطانيا والولايات المتحدة حيث أعلن الشعب الإيراني وبكل صراحة وصدق التمسك بلغته وعاداته وتقاليده.
وبمناسبة الحديث عن التراب الوطني للشعوب المحتلة والتمسك بوحدته.. فرح كبير يغمرنا كل يوم جمعة ونحن نرى شبانا وشابات وأطفالا وشيوخا فلسطينيين يزحفون في قرية بلعين وغيرها من القرى الفلسطينية ومنذ أكثر من سبع سنوات وهدفهم معلن: هدم وإزالة جدار الفصل العنصري الإسرائيلي وإزالته من جذوره كما فعل الألمان قبل عشرين عاما ومعه أصدقاء مناصرون من جميع أنحاء العالم تتجاهل دولهم قرار محكمة العدل العليا في لاهاي بهدم هذا الجدار المقسم للتراب الوطني الفلسطيني .
سؤال لجوج.. وخجل فظيع ينتابني كعربي :إلى متى أرى أمتي لا تفعل شيئا لهدم الجدران التي بناها المستعمر كسايكس و بيكو وغيرهما في مطلع هذا القرن لتقسيم ترابنا الوطني العربي، ولماذا هذه الجدران باقية ومستمرة لعشرات السنين، والأنكى من كل ذلك نقوم برفع وإعلاء هذه الجدران كل يوم والأمثلة كثيرة والحصاد مر، والتفكير فيها يدفع الإنسان العربي للموت كمدا وقهرا!؟