كأردنية شهدت ما حدث خلال ايام منخفض أليكسا وبرأيي فقد كانت هذه العاصفة بمثابة إعصار وليست (ثلجة) عادية تأتي في كل عام، واكبر دليل على ذلك هو ما حدث من انقطاعات غير مسبوقة للكهرباء، واغلاقات كبيرة للطرق، وحالات الانزلاق والحوادث وغيرها.
ومن الواضح اتحاد الجميع لاتهام جهة واحده فقط. فهل الحل في توجيه اللوم والتهرب من تحمل المسؤولية المباشرة لكل مقصر بدءا بأفراد الشعب قبل المؤسسات؟ يؤسفني ان نمارس ثقافة اللوم حتى في امر يمكن ان نتعلم منه الكثير، نعم حدثت اخطاء وطبعا غير مقصودة لكن ارى من الإجحاف اتهام جهة واحدة فقط وإعفاء كل المؤثرات الأخرى. فكيف يمكن ان نصحح الأخطاء اذا لم نعترف بها اصلا واكتفينا بالتراشق باللوم والاتهامات؟
عن نفسي كمواطنة اردنية اريد من الجهات المسؤولة ان تتعلم من الأخطاء، لا ان تبررها لي، فأنا أتفهم الآن أن ما حدث امر غير مسبوق وغير معهود، لكن عندما يقع حدث مشابه مرة أخرى فلن أقبل ولن أتفهم. طبعا نحن كشعب اخطأنا كثيرا وتسبب بعضنا بازدحامات واختناقات أدت إلى كوارث، كحالة الطفلة التي توفيت في سيارة الاسعاف بسبب تكدس السيارات في الشارع والتي كلها أو جلها خرجت من المنازل بلا داع ولا مبرر.
لكن ورغم كل ما سبق لم يخل الأمر من نقاط مضيئة فقد ضربنا مثلا للعالم في التعاضد والتكاتف في كثير من النقاط بتعاون الملك والشعب والاجهزة المختلفة، وكم تمنيت لو أن كل شخص فكر كيف كان من الممكن ان يكون مفيدا في هذا الظرف، أو على الأقل غير مؤذ، فلما رأينا حينها الجزء الأعظم من المشاكل التي وقعت.
وكذلك لو أن كل شخص في موقع مسؤولية في القطاعين العام والخاص أدى واجبه على أكمل وجه تجاه الوطن والمواطن لما رأينا ما نراه حتى اللحظة في الشوارع، فمثلا أعضاء مجلس النواب معظمهم من المقاولين وجرافاتهم وآليات شركاتهم كانت كفيلة بأن تفتح معظم شوارع كثيرة، لكن للأسف لم نر شيئا من هذا. الخلاصة.. أرجو أن نتوقف عن تقاذف الاتهامات ونبدأ بالعمل.
(الرأي)