facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




غالب الفريجات يكتب : دولة بين ملك وجيش

23-12-2013 11:54 PM

كتب الدكتور غالب الفريجات - عندما داهمتنا العاصفة الثلجية ساهمت إلى حد كبير في عري الدولة بكافة مؤسساتها الرسمية والشعبية، ورسمت صورة باهتة لتربية المجتمع ، فالحكومة كانت غائبة بكل مسؤوليها ، والأمانة / أمانة العاصمة لم تعلم فيما يبدو ما حلّ بشوارعنا ، وشركة الكهرباء كانت غضباً على الوطن والمواطنين ، لأنها ساهمت في اسدال ستار الظلام في بيوتنا ، فافقدتنا الحياة في داخل هذه البيوت ، التي تمتاز ببرودتها الحياتية والاجتماعية ، والجيش الأصفر حدّث عن سلوكيات سائقيه دون حرج ، فقد أصابتهم جرثومة الجشع في النهب والسرقة من جيوب المواطنين دون ذمة أو ضمير.

أما إعلامنا فكان ذا الوجهين الرسمي وغير الرسمي كل منهما يغني على ليلاه ، فأوقع المواطن في حيص بيص ، ولم يستطع أن يقف على قدميه أمام غياب مصداقية الكلمة وضياع شمولية المعرفة ، فقد كان همه ما يدور في العاصمة ، وكأن الوطن قد تم اختزاله في عمان ، والراصد الجوي قد أوقع الناس في حيرة من أمرهم ، فقد تضاربت تنبؤاته من أربعة أيام إلى أربعة عشر يوماً ، فتزاحمت الناس على أفران الخبز ، ومحطات الوقود دون مبرر أو دافع أخلاقي ، ولم يستطع أن يؤدي دوره المنوط به ، فكان حري به أن يصمت ، وأن يبلع الاذاعيون السنتهم فيما يهرفون .

ووزارة التربية والتعليم التي تحمل على أكتافها مسئولية ملايين الأطفال والرجال والنساء لم تكن في مستوى المسؤولية في مواجهة العاصفة ، فكأنها عصفت بكل ما نتعارف عليه في مثل هذه الظروف من وجود غرفة عمليات أو طوارئ تتابع الوضع خطوة بخطوة ، حتى أنها ضاعت بين هذا المدير وذاك في الاعلان عن الدوام المدرسي ، فقصّرت بما يجب أن تمليه عليها مسؤولية أطفالنا الذين كانوا ينزعون من فراشهم صباح كل يوم ثم يعودون أدراجهم بعد وصولهم بوابات مدارسهم .

جهازنا الأمني المكشوف منه والمستور كان غائباً عن أداء دوره ، وهو المعني بالوقوف إلى جانب الوطن وحماية المواطنين ، فغابت فلسفة الحماية لدى هذه الأجهزة ، ولم يجد المواطن لها أثر في الشوارع المغلقة ، رغم أنها سكنت نفوسنا دهراً من الزمن ، ولا زالت تمارس دور التدخل في شؤونا الخاصة ، فبات الوطن عارياً تماماً مما يستره من نخوة المواطن وثقافة العونة التي كانت في ضمائر آبائنا وأجدادنا ، يهبون لنجدة بعضهم البعض في كل صغيرة وكبيرة يواجهونها ، لتحقيق المكاسب والتقليل من الخسائر من الملمات والأحداث التي تلم بالوطن ، فالعاصفة الثلجية لم تكن إلا واحدة من الملمات الصغيرة التي تواجهها البلاد والعباد ، ونقاباتنا كانت في صمت كصمت الأموات رغم جيوش المنتسبين لها ، فغابت فرق العمل وهمم العاملين فيها .

وحده رأس الدولة الذي جاب الوطن طولاً وعرضاً ، وشارك في الوقوف إلى جانب المواطنين ، يمسح عنهم ما أصابهم ، فينقذ الملهوف ، ويقدم العطاء لمحتاج ، حتى وصل الأمر أن يشارك في مساعدة مواطن تعطّلت سيارته في الشارع العام ، ويحمل الطرود الغذائية على كتفه ، ليغيث بها مواطناً تقطعت به السبل ، أو يقف إلى جانب آخر محتاج إلى عون ومساعدة ، ورغم حركته الدائبة ، وسهره الدؤوب فلم تتحرك الحكومة التي في كثير من الاحيان يختبئ أعضاؤها وراءه عندما يقصرون في أداء الواجب .

أما جيشنا العربي الذي نعتز بنخوته التي أصابت كل المواطنين ، واعتز بها كل من شاهد نشامى الوطن يتسابقون للوقوف في خندق الوطن ، لمسح الدمعة عن وجه كل طفل ، فهم أبناء هذا الوطن ، هم أولاد المجتمع ، عيال فلاحيه وعماله المنغرسين في وسط كل عاصفة ، وقائد الوطن في وسطهم يتزنر بنياشيهم، غير عابئين بما يحملون من رتب بالقدر الذي يعبأوون بما تسبغ به آياديهم على وجوه الاطفال، والاخذ بيد الشيوخ والنساء ، هؤلاء الجنود الذين انحازوا للوطن ، فسهروا الليالي وقطعوا الشوارع والوديان ، ومسحوا ارض الوطن من شماله لجنوبه ومن شرقه لغربه يبحثون عن طالب مساعدة ، يقدمون الغذاء والكساء ، لكل أبناء هذا الوطن الذي يتغنى بشهامتهم ، وتسلقوا الجبال التي تكسوها الثلوج ملح الارض التي تخلينا عنها ، وقد تخلت عنا فيما يبدو ، وأنكرت وصلة انتمائنا بها.

كل واحد فينا عليه أن يسأل نفسه ، وماذا كان دوري ؟ ، وكيف أكون عضواً في مجتمع لا أساهم في غوث أبنائه ، ولا يكون لي مكان في زاوية من زوايا الوطن ، فكل واحد فينا يستطيع أن يقدم ما يستطيع، بدلاً من أن نلوذ جميعنا بالصمت أمام الملمات ، ونتفرغ للولولة وتوجيه الانتقادات ، عندها تنحسر كل السلبيات وتضيع كل الممارسات الخاطئة ، وينكشف كل الذين يستهدفون الوطن والمواطنين ، ويعمدون لاستغلال حاجة الوطن وأبنائه .

غداً تنحسر آثار العاصفة الثلجية فستتنافخ أجهزة الدولة ، ويتسابق المسؤولون في ادعاءاتهم في الانتماء ، ولم يعلموا أن هذه العاصفة الثلجية ماهي إلا تعبير صغير لامتحان عما ينغرس في ذهن الانسان من انتماء لوطنه ومواطنيه .

أخيراً فقد ضاعت الدولة إلا من ملك وجيش ، وأصبح واجب التغيير في كل أجهزتها حتى تكتحل عيون الوطن والمواطنين بمسؤولين ، يتسابقون في البذل والعطاء ، ويحملون هموم الوطن والموطنين على أكتافهم في كل زاوية من زوايا الوطن ، بعيداً عن المكاتب الدافئة التي أخملت العقول ، وعطلت روح المبادرة والارادة في نفوس ساكنيها .





  • 1 محمد ابراهيم الجرابعة الطفيلة 24-12-2013 | 03:19 AM

    ابدعت
    لا فض فوك


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :