عبدالله المبيضين يكتب: البحث عن مخرج
23-12-2013 09:05 PM
عبدالله المبيضين:- خلال استماعي بالأمس لأحد الأصدقاء وهو يصف معاناته التي امتدت لأكثر من ساعتين في طرقات عمان، تذكرت قصة ذلك القنفذ الذي يبحث عن مخرج في حكاية قديمة، وكيف حالت كومة من التراب دون أن يمضي بطريقه إلى الشمس.
إذا .. كيف نتوقع أن تبدو شوارع العاصمة عمّان التي يبلغ عدد سكانها نحو 3 ملايين شخص، مضافا إليهم القادمون من الزرقاء ومأدبا والسلط وباقي المحافظات بعد عاصفة ثلجية تسببت بتعطيل الناس أيام عديدة !
وهل يمكن تجنب التذمر من أزمة سير ناجمة في جوهرها عن سيارات بأعداد كبيرة تستخدم بشكل فردي وليس جماعي، وسط غياب لشبكة مواصلات عامة ومنظمة يمكن الاعتماد عليها !
في عمّان، خرج عشرات الآلاف من الناس في وقت واحد تجمعوا في الشوارع لغاية واحدة، وهي متابعة مصالحهم التي تعطلت لأيام نتيجة للظروف الجوية، ومحدودية ساعات المسير في الشوارع بسبب الخوف من الصقيع والانجماد، فضلا عن تجنب الناس السير في بعض الطرقات ليلاً بسبب إطفاء إنارتها في وقت مبكر. كما لا بد من الإشارة إلى الحركة غير الاعتيادية للمركبات التجارية بقصد تلبية طلبات السوق المتأخرة وحاجات المحلات التجارية التي توقف تزويدها بالبضائع على مدى أيام.
يحدث كل هذا وسط ارتباك واضح من قبل رجال السير الذين وقفوا في الشوارع مثل غيرهم من الناس في انتظار "شيء ما"، وكأن الجهة المخولة بمساعدة الناس للتخلص من الأزمات المرورية بحاجة إلى من يساعدها في مثل هذه الظروف الذي يمكن وصفها بـ " الطارئة".
لا شك في أن ما حدث خلال الأيام القليلة الماضية يشير إلى خلل في إدارة بعض أجهزة الدولة، خصوصا فيما يتعلق بالأزمات أو الحالات الطارئة، وما يعنينا هنا هو حركة المركبات على الطرقات التي نتج عنها تعطّل مصالح الناس وإعاقة وصولهم إلى مقاصدهم بشكل طبيعي.
لقد أصبح صدر المدينة ضيّقا مثلنا تماماً، ويمكن القول، إن عمّان أصبحت مع سكانها مثل ذلك القنفذ الذي يبحث عن مخرج؛ إذ يبدو أن الخدمات فيها، وبالرغم من التصريحات الرسمية ومحاولات الإعلام الرسمي البائس في تجميل الحقائق؛ تسير بخطى ثابتة إلى الخلف.
Twitter @AbdallaMbaideen
abdallah.mobaideen@yahoo.com