.. عندما تتحول «فيروز» لسلعة سياسية !
23-12-2013 11:53 AM
مازلت مصدوما من ذلك التصريح الذي اطلقه زياد الرحباني والذي قال فيه ان والدته السيدة فيروز تحب «السيد حسن نصر الله»، وسبب تلك الصدمة ليست في موقف زياد الرحباني السياسي الذي يشعرك وانت تستمع لتصريحاته او تقرأ مقالاته في جريدة «الاخبار» الممولة من حزب الله وكأنه لسان حال هذا الحزب، فهو حر في اختيار «حالة الانفصام الفكري والسياسي والاخلاقي» التى هو فيها الان «منحاز للحرية وكرامة الانسان وضد الطائفية ويقف مع حزب طائفي ومليشياوي بامتياز»، لكن ليس من حقه على الاطلاق ان يزج بالسيدة فيروز في اتون اللعبة السياسية ومن اجل «تلميع» صورة حسن نصر الله شعبيا بعد ان سقطت مصداقيته وظهرت للقاصي والداني حقيقته الطائفية في «ورطة سوريا والحرب الدائرة فيها».
هل من المعقول ان زياد اليساري والتقدمي «هكذا كان يقدم نفسه» هو حليف لحزب مُعمم يتلقى اوامره من ملالي يتبعون اكبر نظرية دينية في التاريخ «تلغى العقل وتمنع التفكير وتكرس عبودية الانسان للانسان الا وهي نظرية الولي الفقيه»؟
وهل من المعقول ان زياد الرحباني لا يعلم ما مدى الضرر المعنوي والقيمي والاخلاقي الذي سببه للسيدة فيروز عندما اقحمها في عملية تلميع بائسة لتجميل نصر الله وحزبه؟
وهل من المعقول ايضا انه لا يعلم انه حول فيروز التى تاتي بالمرتبة الثانية بعد الارز كعامل موحد للبنان وللبنانيين الى كرت مجرد كرت في لعبة مقامرة معيبة تسيء لملائكية صوتها الذي يجمع في كل صباح العرب من المحيط الى الخليج؟ وهي التى لم يسجل عليها يوما ان غنت لسياسي او عظمت زعيما مهما علت قامته او زادت قيمته، وبدلا من ذلك منحت صوتها الشجي لعواصم ومدن عربية شرفتها بالغناء لها واعطتها قيمة جمالية مضافة كالقدس، بغداد، عمان، دمشق والاسكندرية وغيرها، هل زياد بهذا الجهل؟
لا استطيع تقبل كل ماسبق على انه مجرد صدفة او خطأ عابر، فلو عدنا الى نص المقابلة التى اجراها زياد الرحباني مع موقع العهد الاخباري المغمور والتابع لحزب الله والذي لم يسمع به احد قبل تصريحات الرحباني التى اشهرته ونشرته بين الناس، لوجدنا نص ما قاله زياد الرحباني عن والدته فيروز ونصر الله مجرد كلام لا يرقى لمستوى ان تتنطح اقلام المحسوبين على نصر الله وايران في لبنان وخارجه للجزم والحسم بصحة ما ذهب اليه زياد عن هذا الحب المزعوم، لا بل تعدت تلك الاقلام ذلك الى ممارسة الشتم والكيد ممن هم بالمعسكر المناؤي لنصر الله وحزبه، حاسمين المسالة بان السيدة فيروز هي مع نصر الله وحزبه وهي ضد من يعاديهما في عملية تضليل اعلامي تدلل على ان القضية برمتها من تحضير المقابلة الى السؤال الى الجواب الى ردود الفعل هي مسالة مصطنعة تعاني من «عجز درامي» وتظهر قصورا واضحا في ممارسة فن لعبة الاعلام والتعاطي معه سياسيا.
يقول زياد ردا على هذا السؤال: (هل تشاركك الوالدة (السيدة فيروز) في تأييدك لمواقف السيد نصر الله؟).
فيروز تحبّ السيد حسن كثيراً، مع العلم أنها ستعتب عليّ كما المرة الماضية عندما ظهرت في مقابلة تلفزيونية، وكشفتُ عن بعض الامور الخاصة بها وقاطعتني حينها (مبتسماً).
.. جواب مرتبك يحمل كل مقومات نفيه وتناقضه، يقول انها ستعتب عليه، فلماذا ستعتب عليه ان كان موقفها وحبها لنصر الله مبدئيا وحقيقيا؟
لكن المنطق يقول انها ستعتب عليه اذا كان يكذب ويُكذب على لسانها.
ما لم يدركه زياد الرحباني بعد ان فيروز بتاريخها الطويل الناصع البياض ليست ملكا له وحتى ان كانت امه، فيروز لنا جميعا وعندما يضعها ابنها في خانة احد ما، كائنا من كان هذا الاحد فانه بذلك يفقد حق وقيمة هذه الامومة وعظمتها.
rajatalab@hotmail.com
الراي.