د.اربيحات يكتب .. الاصلاح الاردني ملف شائك
صبري الربيحات
23-12-2013 12:44 AM
لا شىء يشغل النخب الاردنية .....والقوى المعنية بالتغيير اكثر من قضية الاصلاح. وقد تباينت مواقف القوى الفاعلة منه..........ومهما يكن حجم الاختلاف فما من شك ان الجميع يريد الخير لهذا البلد لكن كل على طريقته
فالبعض يرى اننا نسير بسرعة الصاروخ وما علينا الا ان نتوقف ونستدير الى الخلف
لاننا نحتاج الى ثلاثة او ربما اربعة عقود للنضج بالشكل الذي يجعل منا امة تستحق ان تشارك في اتخاذ القرارات التي تعنيهم دون الوصاية من الاخوة الكبار عليهم وتحذريهم من وعورة الدرب والقفز في الهواء.......ويتبنى هذا الاتجاه جمع هائل من ابناء الشيوخ والطوائف ورجال الافتاء وابناء المسؤولين السابقين واللاحقين والجنرالات التي تدير الاحزاب التي جمعت كل الراغبين في الحفاظ على مكاسبهم مهما تبدلت الصيغ والمعادلات"خياركم في الجاهلية خياركم في الاسلام" يضاف اليهم اشقاء وابناء واحفاد المسؤولين السابقين واللاحقين حتى يوم الدين.......وقد انضم اليهم افواج جديده اطلقت على نفسها ابناء الحراثين .....وابناء المزينين....وابناء القديسين.
هناك من يرى ان الاصلاح يسير ببطء السلحفاة التي تستدير ثلاثة خطوات للخلف بعد كل خطوتين تسيرها للامام.....ويدللون على زعمهم بأن الامور تسير من سيء الى اسوأ في الاقتصاد والتعليم والصحة والفساد وتزوير الانتخابات والعنف المجتمعي والبطالة والفقر وتفشي الواسطة والمحسوبية ......وتدهور نوعية الحياة برمتها.
وبين هولاء وهولاء يقف ملايين الحائرين الذين لا يستطيعون فهم ما يحدث ولسان حالهم يقول .......سألتك حبيبي لوين رايحيين..فهم يتأرجحون بين الرغبة في التغيير والتنمية ونيل نصيبهم من المشاركة في صناعة القرار....ورسم ملامح مستقبل ابنائهم من جانب........والخوف مما يمكن ان تأتي به رياح التغيير .........خصوصا بعد الانتكاسة التي منيت بها الثورات العربية وبرامج الاصلاح التي صاحبتها وتمخضت عنها
نحن لسنا بحاجة الى نظام جديد بمقدار ما نحن بحاجة الى اصلاح شؤوننا واعطاء القوانين والنظم والاخلاق والمباديء والشعارات التي نرفعها معانيها الحقيقيه.....في تاريخنا وقيمنا وديننا وتراثنا الكثير الذي يمكن ان يحقق العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص ويدعم بمباديء الكرامة ويتيح للانسان ان يستخدم مواهبه وطاقاته في بيئة خالية من التمييز والفساد والخوف
ينبغي الحرص على الكرامة الانسانية......والابتعاد عن اذلال الناس قبل واثناء صراعهم للحصول على لقمة العيش......كرامة الوطن من كرامة المواطن.....ولا معنى لأمن الدولة اذا لم يكن المواطن امنا....في ماله وعرضه وحياته......الاصلاح ليس خلافا على من يدير شؤون البلاد......بل هو دعوة الى التزام من يحظى بهذا الشرف ان يؤدي الدور بأمانة.......واخلاص .....وشرف.......ويكون راغبا.....ومستعدا.....ومؤهلا......وقادرا.....ونزيها.........في العمل.....وصادقا في القول.......يبعث الامل والثقة.....في نفوس الناس.......يستطيع فهمهم ليكون قادرا على طمأنتهم في الليالي الحالكات
تولي الشأن العام ليس جائزة يحوز عليها من يحسن سلوكة......او يجيد التملق...