ملك إنسان و فرح أبيض .. غيث عميم و بواسل وطن ؟!
ممدوح ابودلهوم
22-12-2013 06:15 PM
( ملكٌ و ثلجٌ و رجال ) .. تحت هذا العنوان الشفيف سطرت العام الماضي مقالة توزعت على مساحة هذا الركن الدفيء من صحيفة الوطن الأولى ( الرأي ) الحبيبة ، لم تختلف كيمياء فرحها أنذاك عن بهاءات ما ستشرف بتقديمه سطوري تالياً ، إنما ستزيد تأنقاً فيما آمل و تألقاً فيما أرجو ، ما ستنهل روافعه من معين العنوان الذي اعتلى هذه الإحتشادة الفَرِحة بالخير العميم على الأردن والأردنيين ..
أعِدُ نفسي قبل أن أعدكم ، قرائي الأكارم ، بأن أجمع قصاريا أن أحاول ما استطعت القفز ، عن أي مقاربة بالقطع ستكون – إن كانت – مجانية مجترة ، أو مقارنة من أي نوع إذ بالطبع ستأتي أيضاً – إن أتت – تَرَفيّة مكررة ، بين ربيعنا الأردني الخاص والذي يُتم علينا سبحانه هذه الأيام بِنعم مغدقة من نعمه التي إن نعدها لا نحصيها ، و المتمثلة في إهاب أفراح هذا الزائر الأبيض و توأمه الغيثي المطري العميم ( 31 مليون متر مكعب من المياه ) توزعتها سدود المملكة بحسب الحجم والمساحة ، و بين الربيع العربي الذي من أسفٍ عميقٍ ما زال جحيمه الدامي يأتي على الأخضر قبل اليابس ..
أجل و وفق ما آنفت فلا مقارنات ولا مقاربات بين الربيعين الأردني والعربي ، وكذا هو البون المستحيل بين الحالتين السوسيولوجيتين للربيعين آنفاً ، إذ أي محاولة و مهما احتشدنا لإعرابها لا بد وستنزل في باب الطرح العباد شمسي بلا لون أو طعم أو رائحة ! ، على أن المسوغ الأهم أننا في أردن العرب ملكاً و حكومةً و شعباً لا يفرحنا بأي حال و كل حين مثل هذا الطرح ..
ليس فقط بوازعٍ من مواقفنا الإنسانية دينياً و اجتماعياً بما يفرضه هذان المسوغان من تداعياتٍ دراماتيكية ، بل و أيضاً و لعله الأهم الحرص الأردني الهاشمي العروبي على الإلتزام بواجبنا القومي تجاه الأشقاء العرب ، ونحن هنا نشير و بوجه خاص إلى ما يعانيه الأشقاء السوريين اللاجئين في الخارج واللاجئين في الداخل أيضاً !
رأس الرمح في كل هذا الذي سطرناه أعلاه ، يؤكد ، وبكلمةٍ فصلَ خطاب ، على أننا في أردن الهواشم العظيم مدعوون و بفرح الدنيا إلى وضع الخرز الأزرق درءاً للحسد على شرفات البيوت ، إذ دلوني على قطرٍ عربي أو أجنبي بل على أي بلدٍ على كوكب الأرض باستثناء أردن الرجال الرجال ، يترك فيه ملكه أو رئيسه أو أميره قصره حيث العرش والهيلمان و طيالس المُلك و صولجان الحكم ..
كي ينضم .. أجل ، جلالة سيد الركب المفدى في هذا الجو السقيعي البارد ، و في جليدية هذا الطقس الكانوني المتمرد على كل تلاوين الدفء الأردني الحميم ، إلى نشامى شعبه من البواسل البواسل في القوات المسلحة و الدفاع المدني و الأمن العام و قوات الدرك و الخدمات الطبية الملكية ، و الذين يستبسلون مع قائدهم الأعلى في تقديم هذا الواجب الإنساني المجتمعي السامق الشأن قيمةً و مقاماً ..
فوق ما عليهم من مهام مقدسة .. هم حماة الديار البواسل ، هم الساهرون في الحصون و الثكنات الميمونة و على الثغور و الحدود المحروسة ، يقدمون ما عليهم من واجبات الذود عن هذا الحياض الأردني الأشم ، جنباً إلى جنب مع رفاقهم الميامين في سلاح الجو و المخابرات العامة و الدفاع الجوي و قوات الحدود والعمليات الخاصة و الحرس الملكي و المهمات الخاصة و باقي تشكيلات القوات المسلحة و الأجهزة الأمنية ، و .. لحديث الملك الإنسان هذا في فرح الأردنيين الأبيض صلة .. لا مناص .. في مقال قادم .