عمون - اشاد المسؤولون ومواطنو دولة الامارات العربية المتحدة بمواقف الاردن المشرفة تجاه اشقائهم اينما كانوا خصوصا في الازمة السورية الحالية واستقبالهم لمئات الالف من اللاجئين السوريين رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها المملكة.

وقالوا انه ومع ذلك لم تتخل الاردن عن دورها الانساني والاخوي وقامت به على اكمل وجه وسط تنسيق كبير مع الاشقاء العرب والمنظمات الدولية والاقليمية.

جاء ذلك خلال حملة الامارات " قلوبنا مع أهل الشام"، التي انطلقت على جميع القنوات التلفزيونية المحلية لدولة الامارات العربية المتحدة على مدار ثلاثة ايام منذ يوم الخميس الماضي وتنتهي اليوم وذلك لجمع التبرعات النقدية لإغاثة اللاجئين السوريين من موجة البرد القارص وفصل الشتاء .

كما توجه العديد من اللاجئين السوريين بالشكر والتقدير للقيادة الاردنية والشعب والجيش الاردني على حسن الاستقبال للاجئين السوريين وتوفير الامن لهم منذ لحظة الدخول عبر المعابر الحدودية الطويلة وتأمينهم بالمواصلات والمأكل والملبس والمسكن والخدمات الصحية والعلاجية والتعليمية وغيرها من الحاجات الاساسية.

وقد عبر عدد من المسؤولين الاماراتيين عن حرص الامارات بتوجيهات القيادة واصحاب السمو الشيوخ حكام الامارات في تقديم دور مساند ومكمل للاردن لاغاثة ومساعدة اللاجئين السوريين ، مثمنين العلاقات النموذجية والتنسيق عال المستوى مع الاردن خدمة لاشقائهم والانسانية جميعا .

يشار في هذا الاطار بان فريقا اعلامياً وإغاثياً اماراتياً يتواجد حالياً في الاردن، وقام ببث تقارير على مدار ثلاثة ايام توضح اوضاع اللاجئين السوريين في مختلف انحاء الاردن ولبنان والدول المجاورة لسوريا وذلك في اطار حملة قلوبنا مع اهل الشام، كما زار الفريق الاعلامي المخيم الاماراتي الاردني في منطقة مريجيب الفهود شرقي الزرقاء والمستشفى الميداني الاماراتي الاردني في المفرق ومراكز الاستقبال الاولى الموجودة على طول الحدود الاردنية السورية وعددها اربعة مراكز استقبال مجهزة بكافة الخدمات وسيارات الاسعاف والمركبات .

وقد حظيت الحملة التي اقيمت بناءاً على توجيهات رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وبرعاية هيئة الهلال الأحمر والمجلس الوطني للإعلام في الإمارات بتفاعل شعبي ورسمي منقطع النظير.

وقام عدد كبير من المواطنين والمقيمين في الإمارات بالتجاوب مع الحملة والتبرع من أجل مساعدة الشعب السوري في مخيمات اللجوء في دول الجوار السوري، كما اشتعلت وسائل الإعلام المختلفة المرئية والمسموعة والمقروءة فضلا عن مواقع التواصل الاجتماعي تأييدا للحملة وحث الناس على التبرع بغزارة.

وقد وصلت تبرعات الحملة في يومها الثاني حتى الان ما يزيد عن 88 مليون درهم إماراتي، ومن المتوقع أن تزداد قيمة التبرعات إلى معدلات كبيرة وأن يستمر الزخم الذي تشهده الحملة.

وقد تبرعت الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات" رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة بمبلغ 10 ملايين درهم لصالح الحملة .

كما قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة ضمن حملة قلوبنا مع اهل الشام ، 22 آلية ثقيلة لإزالة الثلوج في المملكة الأردنية الهاشمية، تصل قيمتها إلى أكثر من 16 مليونا و500 ألف درهم. وتأتي هذه المبادرة بتوجيهات من الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لتخفيف المعاناة عن الشعب الأردني الشقيق بسب الأحوال الجوية الصعبة التي يمر بها الأردن والتي أثرت على مختلف الجوانب الحياتية والمعيشية لسكانه، بسبب تراكم الثلوج على شبكة الطرق الرئيسية والأماكن الحيوية.

ومن جهتها، أكدت هيئة الهلال الأحمر الاماراتي أنها ستباشر تباعا وعلى الفور توفير المعونات المطلوبة للاجئين السوريين حتى تقيهم برد الثلوج وعواصف الشتاء، فضلا عن توفير الغذاء والدواء للتخفيف من معاناتهم ومؤاساتهم في محنتهم وحماية الضعفاء منهم وخاصة الأطفال من تبعات موجة التقلب السريع والحاد في الطقس التي تسود دول المنطقة.

هذا وتستمر جهود ومساعدات الهلال الأحمر الإماراتي في إغاثة اللاجئين السوريين وتوفير الحياة الكريمة لهم في المخيمات المنتشرة على الحدود السورية في الأردن ولبنان والعراق، منذ أكثر من عامين.

وكانت حملة "قلوبنا مع أهل الشام" قد انطلقت شعبيا مساء الخميس، وانطلقت إعلاميا أمس الجمعة عبر بث موحد على جميع القنوات التلفزيونية المحلية بالإمارات لنقل فعاليات حملة التبرعات النقدية لإغاثة اللاجئين السوريين من موجة البرد القارس التي ضربت المنطقة مؤخرا وأدت إلى نقص حاد في التجهيزات الإنسانية اللازمة وتدهور أوضاعهم المعيشية.