تنمية المحافظات .. دروس من العاصفة الثلجية !
مثقال عيسى مقطش
21-12-2013 04:12 AM
ليس المهم ان نواصل الحديث حول اوضاع محافظاتنا خلال وبعد العاصفة الثلجية ، وانما الاهم : هل افاقتنا العاصفة وعرفتنا على الواقع المر الذي تعيشه المحافظات في الشمال والجنوب ؟ وهل وجهتنا العاصفة الى مواقع الخلل في تجهيزاتنا الاساسية ومستوى الاشراف الفني والاداري على منهجية ومتطلبات حياة الناس في هذه المحافظات ؟ ولنأخذ واحد من الامثلة محافظة عجلون الغنية بمواقعها السياحية والدينية .. واراضيها الخصبة واشجار زيتونها وكروم عنبها وجبالها المخضرة وينابيعها التي جففها الاهمال والانتقال الشكلي الى المدنية الحديثة !!
وبعد ان اطلعت الحكومة والمختصين والمخططين على ماهية حياة الناس .. فهل سيعاد النظر في اولويات التحول نحوالانتقال في البرامج الاقتصادية والاستثمارية الى محافظات المملكة والمناطق الأقلّ حظّا مما سيساهم في تنميتها وتطويرها وتحسين مستوى البنية التحتية والخدمات الاساسية فيها وتعزيز انعكاساتها الايجابية على معيشة المواطنين وتصويب الاختلالات في عمليات الانفاق الحكومي والمضي نحو الاصلاح ووضع الآلية المناسبة للاستفادة من صندوق تنمية المحافظات ، حسب احتياجاتها وأولوياتها وذلك بالتنسيق الكامل مع الهيئات والفعاليات المحلية ، إضافة إلى تعزيز كافة الجهود التي تهدف إلى تمكين الناس في خدمة قراهم ومجتمعهم !!
واقع الحال تراكمت الثغرات .. وتراجع الاداء .. وان مخاطر الوضع الخدماتي والاقتصادي والحياتي اصبحت معروفة ، وعكستها المرئيات والارقام ، ولا مجال للاجتهاد !! وما دامت اصبحت معروفة .. فأين التخطيط الاستراتيجي لاحتوائها ، ووضع الاجراءات الوقائية للحد من استفحالها .. ووضع التشريعات والقرارات الكفؤة والكافية عبر خطة خمسية او ثلاثية نحو الهدف العام .. وتدعيمها بخطط مرحلية للقطاعات المختلفة في البعدين العام والخاص.. وتفعيل متابعة ناشطة وصارمة ترفض اي محاباة او صمت عن ترهل او خطأ !!
انها مراجعة وخطوات تنفيذ شمولية ، يجب ان يتمخض عنها خلال الشهور الثلاثة الاولى من العام الجديد 2014 ، خطة خمسية او ثلاثية سطورها مقرؤة ومعالمها واضحة .. وارقامها واقعية تتحلى بمصداقية يتقبلها العقل والمنطق !!
كفى معالجة بالقطاعي .. ومن حق المواطن الذي دفع الثمن من قوت حياته ، ان يعرف ان هناك خطة انقاذ شمولية هادفة الى ايصال حال محافظاتنا الى شاطيء الامان .. واعظم امنيات الانسان في العام الجديد ، ان يعيش في وطن يوفر له طمأنينة ذاتية اقتصاديا واجتماعيا ،اضافة الى امن واستقرار ، مصدرها رؤية واضحة ، ورسالة هادفة ، وقيم ناجعة .. وعندئذ ، ينطلق في عطائه .. ويضحي في تحمله من اجل وطن وهدف اسمى هو "الوصول الى شاطيء الامان" .
نحن امام واقع يضمحل امام طموحات يتطلع الجميع الى بلوغها ، وان تخصيص بنك واموال ببضعة ملايين من الدنانير لتنمية المحافظات غير كافي ، وان الدروس والعبر التي قادتنا اليها نتائج العاصفة الثلجية جعلتنا امام ثلاثة مطالب رئيسية ضمن خطة خمسية واضحة يشترك في تعزيزها القطاعين العام والخاص ، وهي اولا الارتقاء في شبكة التجهيزات الاساسية والخدمات العامة والجاهزية لمواجهة الكوارث العامة ، وثانيا وضع وتنفيذ خطة لتنويع المزروعات وتدعيم مفهوم التصنيع الزراعي ، والمطلب الثالث الاستثمار الامثل بكفاءة وفعالية للميزات النسبية المتوفرة تاريخيا وسياحيا وطوبغرافيا في هذه المحافظات . فهل نعيد حساباتنا بواقعية اكثر !؟