ما الـصبرُ يمسـحُ دمـعةَ الـوجدانِ . لا الـدهرُ يرسمُ وجهةَ السلــوانِ
لا الـعمرُ بعـدكَ فـي مُضِيِّهِ مُوغِلٌ لولا الـرِّضا بمشـيئـةِ الـرحــمنِ
جدي لــساني فـي رثائِك خانَنِي ما طـاوعَ القلبَ الجريحَ لســـاني
لـو طـاوعَ الـنفسَ اليراعُ لـمَلَّني بحــرُ المِـداد وتـاه في شُطـــآني
مـاذا أقـولُ وهل كـلامي مُنصِفٌ في حــقِّ قُطـبٍ راســخٍ رَبَّـــاني
لو قلـتُ دهـرًا ثم دهـرًا لـم أكُن أنصفـتُ مِنـه لــقاءَ مــا رَبَّـــاني
جدي تَمَـزَّقًت القـلوبُ وقَطَّـعَت أوصـالَنا طــاحــونةُ الأشـــــجانِ
وتَفَـرَّقَ الـشملُ اللفيفُ إذ اختفى نُـورُ الأُبُـوَّةِ في دُجى الأكـــفانِ
غـاب الهـناءُ وغـادرَ الأمنُ الذي بك كـان يَحـيى هانِـئًا بـأمـــانِ
أمَّـا الحـنانُ فـقد رأيـتُه عند قبرِ كَ باكيًا يرجـوكَ بعـضَ حَنــــانِ
لا لا تُعَـزُّوني وعَـزُّوا هـذه الــدُّ نـيا الـتي خَسِـرَت عَظيمَ الــشانِ
خَسِرَت إمامًا كـان طُـولَ حيـاتِـه وَرِعـًا تَقِـيًّـا خــالِصَ الإيمــــانِ
ما أَمَّ يـومًا فـي المـساجـدِ إنـما أَمَّ العُقـولَ بِمـوكـبِ العِــــرفانِ
رَجُـلٌ كِتـابُ اللهِ فـي جَـنَبَـاتِه ورَحيـبُ صَــدرِه فاضَ بالقــــرآنِ
والخـيرُ مـنه يُـشِـعُّ دون مــشــقَّةٍ لِسُــؤالِه فتُـجيبكَ العيـــنانِ
ما دمتُ حَيًّا لسـتُ أنسـى عـندما أقصـاكَ لـيلُ القبرِ عن أحـضاني
إنْ كـنتُ لا أقـوى لِبُعـدِكَ ليـــلةً كيف السبـيلُ لِمُقـبِلِ الأزمـــــانِ
أو كـنتُ في الأكتافُ أَمـسَحُ دمعَتي إنْ ضَمَّني لِصُـدورِهم خِـــلاَّني
مَـن لِلقُـلَيبِ إذا أُصـيبَ يَضُــمُّهُ مَــن ذا يُكـفكِـفُ أَدمُـعَ الشـــريانِ
جدي وحــيدًا صِـرتَ تحت التُّربِ في قـبرٍ بـعيدٍ ضـائِعِ الـعنـــوانِ
أبــدًا فـقد جاورتَ رَبـًّا شاكِرا يَجـزيكَ رَوضًـا مِن رِياضِ جِــنانِ
رَحَـلَ الـذي يَبـكي بِلا دَمـعٍ إذا سَمِعَ الأنيـنَ يجـولُ في وجــداني
رَحَلَ الذي يَفـدي يُضَحِّي يَرتمي في النارِ إنْ وَجَعُ الـدنا أضـناني
رَحَلَ الذي لا يَغـمَضُ الجفنً الكَليــلُ لـه إذا دَمَعَت أَسًى أجــفاني
رَحَــلَ الـذي كـانت له الدنيـا بلا خَيــرٍ حطـــامٌ زَائِـلٌ مُتَـفـــــانِ
لم يمَـضِ يــومٌ فـي حياتِـه دون مَعـــروفٍ لـه يُـوليه للإنــسانِ
وكأنـما الـمعروفُ عـندكَ سادسُ الصـلواتِ أو رُكنٌ مِن الأركــانِ
بجـوارِ قَبــرِكَ يـا جدي كُلُّ القبورِ تَآنَـسَت بالخــير والإحـــــسانِ
أمّـَا المــنازلُ يـا جدي فتَــحَوَّلَتْ قـبرًا بِفَـقدِك عَــاليَ الجُـــــدرانِ
هُـوَ ذا فُـؤادي قـبرُ روحِـك يا جدي وَدَعِ التـرابَ يَلُـفُّ بالــجُثمانِ
فالجسـمُ يبَـلى والـخلودُ لِرُوحِ مَنْ رَبَّـى بِـروحي بَـــذرةَ الإيمـانِ
وإذا بِصَـوتٍ هـامِسٍ يجـتاحُنـي ويَصُبُّ في كَبِدي شَــذى الريحانِ
أَسكِنْ بِقــلبِكَ حُبَّ أُمِّكَ وَادْعُ لي إني رَضـيتُ بِجــــيرةِ الرحــمنِ

مر العام تلو العام و أنت في القلب يا جدي , لكن أيماننا بالله و احتساب أمرنا له هو الذي صبرنا على بعدك و فراقك أبي الغالي و الحبيب حين أفكر بك أظن أنني احلم بأنني فارقتك و لم أعد اراك أنت فينا موجود و لروحك الطاهره في كل ثانيه سورة الفاتحه.
أن الكلمات تعجز عن وصف شخصك المعطاء, لكن تعودت في مثل هذا اليوم من كل عام
أن أتذكرك......