الدرك وصور العطاء النبيل .. سالم مبيضين
19-12-2013 09:41 PM
سالم احمد مبيضين
كالغيث على الأرض العطشى طلتهم، وكذلك همّ، يقيمون بين خندق العطاء وخندق الوطن والثبات على مبدأ الـاسيس الأول وهو الحرية والإيمان بالله، هي كلمات المؤسس الشهيد التي نقلها طلال المشرع وصاغها الحسين العظيم قصة بناء وترجمها الملك المعزز حقيقة صمود وتحدٍ في زمن الأعاصير الكبرى، وفي زمن تغيرت فيه معادلة الأمن والسياسة، وفي وطن يظل عصي على الإنكسار، هم والقائد الذي رسم لنا فجراَ في زمن قيل أنه ربيع، فكان الدرك صمام الأمان، وكانت المخابرات عنوان الثبات وكان الجيش عنوان الإجماع الوطني على حب الأرض الأردنية.
قوات الدرك والباشا السويلمين تخط كل يوم سطرا جديدا في الواجبات والمُثل، قيادة ناجحة في اوج عطائها لجهاز ما زال فتياً قياساً إلى عمر الأجهزة الامنية الاخرى. وفي كل يوم نقرأ لهم مأثرة انسانية تخطوا بها كل واجباتهم.
قبل شهر او شهرين وبحكم جواري لقوات الدرك في الكرك وبعد مغيب الشمس واذ بي اسمع السلام الملكي وأرى رتلا من سيارات الدرك يغادر مقر الكتيبة وحين استفسرت عن الأمر علمت ان عطوفة الباشا أتى الى الكرك الشماء وبمعيته مساعديه وكبار ضباطه الاشاوس ليقدموا واجب العزاء ليس لضابط او ضابط صف استشهد خلال الوظيفة بل لوكيل توفي في بيته وعلى فراشه، ومع ذالك حضر قائدة ومساعديه متحملين عناء السفر ليقدموا واجب العزاء الى اهله وليس هذا فقط بل تكفلو في ترتيبات العزاء لثلاثة أيام ولم يفت الباشا الذي تربى في مدرسة الهاشميّن وعلى خلقهم ان يذهب لبيت الوكيل ليتفقد اولاده وزوجته .
هي تلك مدرسة الانضباط والوفاء الهاشمي، ومدرسة القادة وفيها يستمر عطاء الدرك فكلنا شاهدنا فزعنهم في الثلجة التي مرت في جميع المحافظات وانا شاهدا على موقف سمعته وشاهدته حين كنت استمع الى اذاعة صوت الكرك واذا مواطن ملهوف يستغيث في المذيع بعد ان فقد الامل في كل المسؤولين فيلبوا الاستغاثته ويمضون لنجدته واطفاله من الثلوج وبعد اتصاله في اقل من خمس دقائق وإذا الاسد الهمام العقيد محمد الدعجة قائد اقليم الجنوب يتصل مع المذيع ويلبي استغاثة المواطن ويأمر كتيبة الكرك بتلبة النداء وفعلا خرجت من بيتي أرى إن كان حقيقة هو الرد على المواطن بتلبية استغاثته، واذا بي ارى مدرعات الدرك وكاسحة الثلوج تغادر الكتيبة الى حيث يقطن المواطن المستغيث.
وأمس واليوم نراهم يجوبون رحاب جامعة مؤته والاردنية للمساعدة في ازالة اثار العاصفة الثلجية بكل حماس ونخوة . همّ كذلك نشامى قوات الدرك واجباتهم ليست عملياتيه ومكافحة شغب فقط، بل انسانية وقبل ذلك شعارهم الاردن اولا والمواطن أولا.
قيادة حكيمة من مدرسة هاشميه نذرت نفسها لوعد الحرية، كيف لا وقائدهم الأعلى أبو الحسين هو قدوتهم في تلبية استغاثة شعبة في كل محافظات الاردن الحبيب.
نبارك لكم قوات الدرك تفوقكم ونجاحكم في ظل قيادتنا الهاشمية، وحفظ الله الوطن والملك والشعب الوفي.