الشرق الأوسط والفرص المتاحة !
شحاده أبو بقر
19-12-2013 02:25 AM
مشهد شرق أوسط جديد ولو مرحلياً يأخذ طريقه إلى التشكل حالياً وبصورة صادمة للإستراتيجيات التقليدية في المنطقة العربية عموماً، فما لم يكن في حسبان الجميع وخارج التوقعات صار اليوم حقائق ماثلة على الأرض، ولن نجد غرابة أبداً إن سمعنا عن تفاوض سري قد يصبح علنياً بعد حين بين أشد الخصوم الظاهرين من مثل أمريكا والقاعدة، أو إيران وإسرائيل، أو الحكم السوري والمعارضة ... إلخ.
وحدهم النابهون هم من يستثمرون الفرص لصالح بلدانهم ومجتمعاتهم في هكذا مزاد سياسي مكشوف ولم يعد سراً إلا على " المساكين " الذين وطنوا النفوس على أن عالم اليوم المنفلت من عقاله ما زال يؤمن بالصداقات والأحلاف التقليدية وما شابه من عناوين لم يعد لها في زمن " المصالح الذاتية للدول " وجود يذكر.
الأعداء صاروا في هذا الزمن مقربين والحلفاء يبتعدون أكثر فأكثر والأصدقاء لا غضاضة أبداً في أن ينقلبوا بين عشية وضحاها إلى خصوم يضيفون أعباء ثقيلة إلى أعباء من كانوا للتو أصدقاء لهم، وهكذا هو حال العالم اليوم، ومن لا يتغير ولا يمتلك البدائل على كثرتها يبقى في دائرة من يتحملون الأوزار وحدهم ومن يدفعون الأثمان وحدهم في سبيل أن يحقق الآخرون مصالحهم مرحلياً أو استراتيجياً ووفق ما يخدم تلك المصالح.
نعم ... هذا زمان الفرص المتاحة في كل الاتجاهات، وهي فرص لن تتكرر في منظور قريب، الفوز فيها فقط لمن يقرأون المشهد بوضوح ويتصرفون على هُداه بما يحقق لهم مصالح بلدانهم وهو حق مباح لهم ولشعوبهم.
والله من وراء القصد..