خالي العزيز05-02-2008 02:00 AM
لا يفجع الروح ويفطر الفؤاد مثل الفقد؛ إنه أكثر الأحزان والآلام إيغالا في الروح والبدن ذلك أن طعم مرارته يغص به المفؤود ليل نهار، ولا يستطيع التعايش معه أو استيعابه، وأكثر مرارات الفقد تجليا وفداحة هو الموت نهاية النهايات وغاية الغايات، ففقدان الخال بدر أصابنا جميعا وحرك فينا نبض قلمة الذي ظل على مدار سنوات يكتب ويعالج ويوضح ،ومع أن الغربة والهجران والبعد وقسوة الحبيب - أي حبيب - هي فقد مرير لكنه ليس صريحا وناجزا مثل الموت، الذي يحضر بوصفه انبتاتا من كل شيء، ومع كل شيء، فأوجاع الافتقاد الأخرى تداوى بالوله والولع والوجد والشوق، غير أنه لا حل مع الاصطدام بحقيقة الموت، هذا الفقد النهائي الذي يستعصي فهمه وفلسفته..تكون مرارة الفقد أقسى ما تكون إذا اقترنت بالشعور بالعجز وانعدام الحيلة كأن يسرق أحد ما روحا عزيزة يفترض محبوها أن ليس هذا أوانها، وأن يسلبها الحياة لتأويل ما بصورة ما، لا بأس أن فشلت الإنسانية رغم كل ثوراتها وأطوارها العلمية والفكرية والسياسية والحقوقية والحضارية في أن توجد علاجا ناجعا يشفي الإنسان من الموت لأو مرض ما لأنه الفعل الذي ينهي كل الأفعال ،لكن فشلها الحقيقي الصريح هو في عجزها عن توصيف دواء يشفي الإنسان .
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة