لا أريد كستنة .. أريد خبزا .. *سالم ياسين الفقير
18-12-2013 04:31 AM
حقيقة لا أحب الطرقات المعوجة؛ لذلك قد لا أُعجب الكثير، لكن لا بد لنا من قول الحقيقة.
القليل منّا في الجنوب المنكوب من شَعَر بالحياة، وأغلبنا أحياء في جلود أموات!! البرد الشديد ينخر أجسادنا، والتدفئة تصل إلى بعضنا،
وما تبقى من بعضنا الآخر بينهم وبينها عدواة تسمَى: (الجو عادي)، ومن قال لك إن درجة حرارة تصل إلى صفر (عادي)، ومن قال لك إنَّ أطفالا بحجم الشوك - لأنَّ الورد ليس لنا _ يستطيعون البقاء على شعلة واحدة (للصوبة)؛توفيرا للغاز.
أصوات الجرافات وسيارات الدفاع المدني، وسيارات الجيش...إلخ، كلها لم تتأخر في تقديم المساعدة لنا، لقد فتحوا الطرقات لكي نشتري الطعام والكاز والغاز وغيرها من مستلزمات الشتاء الموجع، لكننا لم نخرج من بيوتنا، ليس تلبية لنداءات الدفاع المدني والأجهزة الحكومية، بل لأننا لا نملك نقودا لشرائها.
لا يتوقف الأمر في الشتاء أو في الصيف، إنما هذه حالنا على مدار العام، لكننا في في هذه الأجواء لا نريد (كستنة) بل نريد خبزا !!!!!
أما تقديم المساعدات في الظروف الطارئة -والتي أكلت رؤوسنا الإعلام فيها- فأنا أستطيع أن أقدم المساعدات للمواطنين في روسيا مش بس الأردن، وعلى مدار العام إذا ما توفرت لي سيارة دفع رباعي وسائق،
ولباس يقيني برد الشتاء، وطبعا التدفئة شغالة على طول، والطعام حدِّث ولا حرج، وهذا ما نطمح إليه في حياتنا، والذي هو بمثابة عمل إنساني علما بأننا نعيش حياة إنسانية منذ خلقنا،مرة أخرى: لا نريد التي تسمونها كستنة، نريد خبزا.