ثلاثة سيناريوهات اقلها كلفة واكثرها احتمالية بقاء الأسد ..
الدكتور احمد القطامين
18-12-2013 04:25 AM
في كلمة القاها امام المؤتمر السنوي السابع حول الارهاب الذي نظمه معهد جيمس تاون عبر المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) مايكل هايدن امس الخميس عن اعتقاده ان انتصار الرئيس بشار الاسد في سورية قد يكون الأرجح والأفضل من بين ثلاث سيناريوهات وصفها بانها "مرعبة جدا جدا” لا يشير اي منها الى انتصار مقاتلي المعارضة..
يمتلك هايدن قدرة كبيرة على ان يكون معبرا عن المزاج العام في واشنطن فقد كان مديرا لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية من 2006 الى 2009 ومديرا للوكالة الوطنية للاستخبارات من 1999 الى 2005، ويعتبر من اكثر الأشخاص اطلاعا على خريطة التفكير الاستراتيجي لدى سلطات الحكم في البيت الأبيض والكونجرس.
وقد أشار في كلمته الى ما يعتبره السيناريوهات الثلاثة الممكنة لتطور الوضع في سورية، موضحا انها كلها سيناريوهات "مخيفة بشكل رهيب"، حسب تعبيره ..
واضاف ان أحد الاحتمالات الواردة الحدوث هو ان “ينتصر الرئيس السوري بشار الاسد”. واضاف “يجب ان اقول لكم انه في حال تحقق هذا الامر فأننني اميل الى الاعتقاد ان هذا الخيار سيكون الافضل بين هذه السيناريوهات المرعبة جدا جدا لنهاية الصراع في سوريا".
واعتبر مع ذلك ان الاحداث تدفع اكثر باتجاه المخرج الأكثر رعبا حاليا وهو ان تتجه الأمور باتجاه تفتت البلاد الى مناطق تسيطر عليها فصائل متناحرة. ولعل ان اخطر ما ورد في محاضرته قوله ان “هذا يعني ايضا نهاية سايكس- بيكو (الحدود التي رسمت في العام 1916 خلال الاتفاقات الفرنسية البريطانية) مما سيقود الى تفتت دول وجدت بشكل اصطناعي في المنطقة بعد الحرب العالمية الأولى.
واضاف ان اخطر ما يخشاه بقوة هو تفتت الدولة السورية الامر الذي سوف يؤدي الى ولادة تجمعات جديدة من دون حكومات على منطقة مهمة تقع على "نقطة تقاطع الحضارات”. وأضاف ان كل دول المنطقة خاصة لبنان والاردن والعراق سوف تتأثر بشكل كبير بهذا الوضع.
وأوضح في محاضرته الى ان ما يحصل هذه الأيام في سوريا يشير الى سيطرة ما اطلق عليهم بـ"المتطرفين السنّة" على قسم كبير من جغرافيا الشرق الاوسط، ويضيف ان ذلك يعني "ان انفجار الدولة السورية سيغير شكل الشرق الاوسط كما كنا نعرفه"..
اما السيناريو الثالث المحتمل الذي أشار اليه هايدن فهو "استمرار المعارك الى ما لا نهاية “مع متطرفين سنّة يحاربون متعصبين شيعة والعكس بالعكس وستكون الكلفة الاخلاقية والانسانية لهذه الفرضية باهظة جدا.”.
وختم مايكل هايدن محاضرته بالقول “ انا شخصيا لا استطيع ان اتخيل سيناريو اكثر رعبا من الذي يحصل في سوريا هذه الأيام".