مع القهوةسمير عطا الله
05-02-2008 02:00 AM
ارتبطت فكرة الصحافة منذ ظهورها بالصباح. ولما ظهرت الصحف المسائية كان ذلك حدثا. وظلت الصحف المسائية، التي تصدر في الواقع ما بين الظهر والعصر، صحافة ثانوية تلهث لمسابقة صحف الصباح، الا في حالات نادرة مثل «الموند». وكان على صحف المساء ان تأتي دوما بخبر جديد ومثير، تتميز به عما قرأه الناس في الصباح.ولذلك كانت تكتفي بأي خبر مثير، كمثل جريمة، او بمقابلة مثيرة، وكانت «لسان الحال» في لبنان هي الظهرية الاولى، لكن كان عليها ان تنتظر حتى الثانية عشرة ظهرا لكي تلد فرح ديبا، مثلا، او لكي يقع انقلاب جديد في العالم العربي، والا صدرت وليس فيها ما ينادي عليه باعة الصحف. وكانت الوتيرة السريعة توقع الصحيفة في مآس انسانية احيانا. فقد صدرت ذات مرة وعنوانها الأحمر يعلن مقتل الصحافي جبران عكاوي. وراح الباعة ينادون بأصوات عالية على الحادث، وصدف ان زوجة الرجل كانت تتبضع في «سوق الطويلة» والبائع يصرخ مكررا: «مقتل جبران عكاوي اليوم». وفي البداية اعتقدت انها تسمع خطأ. وعندما اصغت السمع سقطت في الشارع مغشيا عليها. وبالمناسبة لم تكن تلك جريمة سياسية، لكن الصحافي القتيل كان يبحث عن مصادر متنوعة للمال. واستغل مهنته لكي يحصل على بعض اشكال المقاولة التي تطرحها الحكومة. وفاز غير مرة على مقاول محترف من بعلبك. وقرر هذا ان يفصل الموضوع على طريقة اهل المنطقة في حل مشاكلهم.
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة