facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




المهندس عدنان قـُصاد فقيد الوطن *د.محمد علي الأحمد

17-12-2013 08:22 PM

هاتفتُ وأنا في استانبول الزميل العزيز الدكتور محمد مختار المفتي، ففاجأني بوفاة والد زوجته العميد المتقاعد المهندس عدنان قـُصَاد أبو أحمد رحمه الله، وأثـّر بي الخبر، لأننا كل البشر على طريق واحد نهايته لقاء الله بعملنا وحسب، فرحمه الله وتقبله في الصالحين، وبالرغم من أنني لم أختلط بالفقيد ولم ألتقه إلا مرات معدودة، أبرزها حين عرّفني عليه أخي الدكتور المفتي أبو أسامة ونحن نعزيه بأخيه المرحوم نجم القضاء المرحوم الشريف القاضي مصطفى المفتي رحمه الله عام 2006 م، وبسماع نبأ وفاة المرحوم المهندس عدنان قـُصاد بدأت ُباسترجاع ذكرياتي عن الفقيد، ثم بعد عودتي لعمّان أخذتُ أتأمل سيرته وصفحات حياته، مستحضرا ً قول النبي صلى الله عليه وسلم، في الحديث الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه: الخلق عيال الله، فأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله. ومستعرضاً أعمال الفقيد وثمار حياته، ووقفتُ بتأملات أنظر في أعماله منذ بواكير حياته في الشباب والدراسة إلى الانخراط في العمل العام في خدمة الأمة والدولة والمجتمع ضمن سلك القوات المسلحة الأردنية مديرا لسلاح الصيانة الملكي ومديرا للدراسات والتطوير في القيادة العامة، إلى تتويج العمر بعد التقاعد بقطاف دانية يانعة مما خلفه من البنين والبنات الذين أخذوا أماكنهم كلبنات ترصع البنيان المتين لمجتمعنا.

وتوقفتُ عند مفاصل حياته أتفحص صفحاتها، وأقارن تلك المحطات بالحصاد العام لأي إنسان عادي أثناء رحلة العمر القصيرة في الحياة الدنيا، فإذا بهم أعداد قليلة وقليلة جداً من يتصدرون الصفوف الأولى بين البشر بإنجازاتهم ومنافعهم لأمتهم، ومآثرهم في التراث والحضارة الإنسانية ببنائها التراكمي العام، فكم مرّ على وجه البسيطة من الملايين والمليارات من بني الإنسان في كل بلد وكل أمة، وكم منهم الذين عملوا للصالح العام وتركوا مآثر تنفع مجتمعهم، ليكونوا مشمولين بمديح النبي صلى الله عليه وسلم لهم، وبما يذكرون به من مآثر ومحامد تنفع مجتمعهم وأمتهم والإنسانية، وتعود عليهم بالأجر والثواب انطلاقاً من قول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الذي أوردناه آنفاً.

أنا أنظر في تاريخ البشر وأرى أن السواد الأعم منهم يقطعون مراحل حياتهم ويمضون ولا أثر لهم، ولكن فقيدنا أبا أحمد عدنان قصاد رحمه الله كان خروجاُ عن المألوف، ومن القلائل بين هؤلاء الذين لهم مآثر في مجالهم وبين أقرانهم، فتفوق بدراسته ثم بوظائفه ومناصبه التي شغلها في العمل العام، ونال مراتب الشرف العليا بالتميز والتفاني والإخلاص فكانت هذه الثمرة الأولى التي يجدها يوم لقاء الله بين الأنفع لعيال الله.

وتمتد شجرة الحياة وتتفرع، فيأخذ المتفوق عدنان قصاد نصيبه بين أقرانه من المناصب والمواقع المتقدمة في الدولة، وكم من هؤلاء الذي يخرجون بعد الخوض في هذا البحر اللّجيّ، ولا يتلوثون بشيء من مفاسد الدنيا الدنيئة ولممها، بل يرفع لواء الفخار، ويتوج بتاج الكرامة والتكريم، فيزدان صدره وترتفع هامته معتزة بالأوسمة تلو الأوسمة من سيد البلاد، ثم يتمتع وطنه بجني ثمار حياته، ويذكره القاصي والداني بمآثره، وقد نفض يديه من دار الفناء، ورحل إلى دار البقاء نقياً نظيف اليد والسيرة، فكان من الذين شعروا برضا الضمير أثناء خدمتهم في الصالح العام، وكان ذلك العز والكرامة والتكريم له عند الله في الآخرة، وبقي ذكره أيضاً طيباً حميداً بذلك النفع العام لبلده وأمته.

رحل عنا عدنان قصاد أبو أحمد رحمه الله كغيره من بني البشر ممن يرحلون عنا كل يوم، وبوفاة المرء تمحى وتزول الألقاب والرتب والمزايا وكل ما يتعلق بعالم الدنيا الفانية، ويبقى عمله الصالح الذي يلقى به وجه ربه، لا نمدحك يا أبا أحمد، ولا نزكيك على الله إن ذكرناك بما عرفنا عنك، بل نحن مأمورون بذكر محاسن موتانا، ونحسبك ممن كانوا من النافعين لمجتمعهم ومن الصالحين إن شاء الله، ومن الذين يشملهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه: إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له. لقد ترك أبو أحمد رحمه الله في مجتمعه الذرية الصالحة التي تحمل أثره وإرثه، وبما يفخر به من العمل والمآثرالحميدة لوطنه ومجتمعه، فلك من الله الرحمة والرضوان، ولك الثناء الحسن بالأخلاق الطيبة التي تميزتَ بها وتميزتْ بك بين أهليك وفي مجتمعك، ولك البشرى بقرب النبي صلى الله عليه وسلم ممن عرفوا بأحاسن أخلاقهم، كما أخبرنا عن ذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، واهنأ بجوار ربك في مقعد صدق عند مليك مقتدر، رحمك الله رحمة واسعة ًوأحسن نزلك ومثواك، وإنا لله وإنا إليه راجعون.





  • 1 احمد 17-12-2013 | 11:06 PM

    رحمه الله عليه..عرفته من عام 1975 رجل معطاء وصادق


    الى رحمه الله

  • 2 الدكتور سعد ابوديه- الجامعه الاردنيه 17-12-2013 | 11:22 PM

    يرحمه الله

  • 3 الدكتور سعد ابوديه- الجامعه الاردنيه 18-12-2013 | 12:50 AM

    اخي اكتب بانصاف عن الرجل .....

  • 4 العقيد المتقاعد محمد العبادي 18-12-2013 | 02:57 AM

    بارك الله فيك د محمد على هذه المقاله الجميله بحق الباشا ابو احمد. فقد كان لي شرف الخدمه معه في فتره الثمانينات. وقد كان مثالا يدرس في حبه للوطن والمواطن. وحبه للملك والعائلة الهاشميه. وهو كان من أكفأ الضباط في الجيش العربي. وما زالت أفكاره وأعماله تدرس حتى وقتنا الحاضر. رحمك الله يا باشا. وجعل الله مثواك الجنه.


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :