من وقت لأخر أشارك زملاء العمل في الجامعة البريطانية فترة الاستراحة، نتحدث خلالها عن كل ما يخطر على البال، والملاحظ باختصار أن الهموم مشتركة بين الجميع مهما اختلقت الجنسيات؛ زميلتي البريطانية تهتم بتربية ابنها الوحيد ودوام العمل وتأمين المستقبل المناسب لها ولابنها وكذلك الحال مع الزملاء والزميلات. نعم مهما اختلفت الاتجاهات فان النظر إلى الأمور المادية والعمل وتوفير المستوى المناسب من المعيشة وتحقيق الراحة والاطمئنان إلى أفراد الأسرة هو هاجس الجميع، ومع كل الجلسات وبعيدا عن السياسة نتحدث عن هم مشترك ألا وهو العيش بسلام وأمان والاستمتاع بالحياة بعد التعب والركض والمثابرة.
نتحدث عن السياسة بعيدا عن الأحداث وقريبا إلى دراسة السبب الحقيقي لعدم شعور الجميع براحة البال بعد التعب والخوف الدائم من المستقبل والمحاولات الحثيثة لحماية الأجيال القادمة من الأبناء بتوفير قسط مناسب لهم من المال والعقار أو أية فرص أخرى للبقاء والنجاة، ومع هذا تغلب السياسة دائما على الحديث ونجد أنفسنا في غمار الحديث عن الأخبار وما يحدث في العالم.
ثمة توجه وتفهم عام لما يحدث في العالم اجمع وثمة فهم شامل لكل القضايا ولعل البعد الإنساني الفريد للشعور مع قضايانا هو الدافع للحديث عن خصوصية أمورنا والتي تجد صدى معقولا لدى الطرف الأخر.
الهموم المشتركة بوابة كبيرة يمكن الدخول من خلالها إلى جميع القلوب والنفوس والتحدث بحرية عن ما يئن ويوجع القلب.
الهموم المشتركة في العالم واحدة مهما اختلفت في الحجم والشكل والمضمون، ولهذا أرجو عزيزي القارىء منك البحث مع ثنايا النهار والليل عن بوابة الهموم المشتركة مع الآخرين للولوج إلى بداية الطريق الصعب وتحقيق الآمال والطموحات المشتركة في العالم اجمع.
نتحدث قبل المغادرة عن الأمل بيوم جديد وحياة أفضل وعالم أجمل، فهل يمكن أن يتحقق الأمل ؟ !
fawazyan@hotmail.co.uk