عاش مخيم البقعة كارثة من نوع آخر خلال العاصفة الثلجية الاخيرة،فمئات البيوت غرقت تحت الثلج،ودلف اليها الماء،في غياب التدفئة عن بيوت كثيرة،ونقص الاغذية والادوية.
مخيم البقعة يستغيث لان هناك مئات البيوت بحاجة الى زينكو لتصفيحها،وهناك عشرات البيوت بحاجة الى وسائل تدفئة من صوبات وغيرها،وهناك مئات البيوت بحاجة الى اغطية من اجل الدفء في ظل هذا البرد،وقد كانت مئات البيوت ايضا،بلا اغطية بلاستيكية لتغطيتها من الخارج،لولا ان ساعد البعض في انجاز هذه المهمة.
لعلها دعوة هنا الى اهل الخير والكرماء والمتبرعين في البلد لزيارة مخيم البقعة والاطلاع على وضعه المأساوي،ورغم التحسينات الجزئية التي طرأت على حياة المخيم،الا ان الفقر يعصف ببيوته،كما ان اغلب البيوت وضعها بسيط جدا،وقد زرت المخيم في رمضان ليلا،واكتشفت ان هناك اكثر من خمسمئة بيت بحاجة الى اغطية بلاستيكية لتغطيتها من الخارج.
اليوم هناك مئات البيوت بحاجة الى اغاثة فورية من اغطية لسكانها ولوسائل تدفئة كالصوبات،بالاضافة الى تصفيح عشرات البيوت بالزينكو من الخارج،اذ ادت العاصفة الاخيرة الى غرق بيوت كثيرة في المخيم،ومعاناة اهلها معروفة للجميع.
المناطق البائسة بطبيعة الحال لا تقف عند مخيم البقعة،اذ ان اغلب المخيمات تعاني من ذات الوضع،كما ان مناطق كثيرة في الاغوار والبوادي ومدن الجنوب وقراه،وبعض مناطق مادبا والشمال وقراه،تعاني من ذات المأساة،اي مأساة السكن غير المناسب،الذي لا يحمي من فيه صيفا ولا شتاء،فوق الفقر وانقطاع الكهرباء،وغياب وقود التدفئة.
الواضح ان شتاء هذا العام سيكون صعبا،وعشرات الاف العائلات في البلد،فوق فقرها،تعيش هذا الشتاء وسط اسوأ الظروف،من غياب الوقود والمال،مرورا بعدم صلاحية منازلهم،وضعفها امام الاحوال الجوية،وصولا الى نقصان وسائل التدفئة وغير ذلك.
الرحمة والشفقة تفرض على كل واحد فينا مساعدة كل محتاج،بأي طريقة كانت،رحمة بهؤلاء في ظل هذا الشتاء،والمجال مفتوح للمبادرات الفردية والجماعية.
مخيم البقعة يستغيث،لعل هناك من يريد الوقوف عند هذه الاستغاثة،ومساعدة عائلاته عينيا.
يمكن للراغب بزيارة مخيم البقعة والاطلاع على احواله وتوزيع مساعدته بنفسه الاتصال بخبير في العمل الخيري وبوضع المخيم على هاتف(0785550440) وتنحصر مهمته في شرح حال المخيم وترتيب اي زيارة لكم لمساعدة اي عائلات منكم مباشرة،ومن يدكم الى يدهم،دون وساطة.
هو الشتاء الصعب الذي يفرض على كل واحد فينا تذكر المحتاجين والفقراء والايتام،فلا اصعب من ان ينام نجلك مرتجفا مريضا من شدة البرد،وانت عاجز عن مساعدته،فيما غيره ينعم بالدفء،فأي عدالة نرقبها هذه الايام؟!.
(الدستور)