أين العدل: يكافح الأبيض .. ولا يكافح الأسود!
د. وليد خالد ابو دلبوح
17-12-2013 04:09 AM
لماذا يكافح كل من هو ابيض ونقي ... ولا يكافح كل من هو فاسد وأسود ... الجواب في الارادة!
كنا نتمنى أن يكافح الفساد الأسود ... كما يكافح الثلج الأبيض اليوم ... الكبير قبل الصغير يجاهد اليوم في التصدي "لخطر" الضيف الأبيض النظيف ... الزائر لأيام ... أما خطر الفساد الأسود المظلم ... الضيف "ثقيل الدم" القابع منذ سنين ... فلا ... لماذا؟؟ ... لأن الجواب كان وما زال موجود فقط في الارادة... نعم الارادة ... كونها هي ... مصنع التغيير ... ومفتاح الاصلاح ... ومستودع أحلام الأمم والشعوب ... مهما تباينت !!
كما أن الأبيض واضح جلي يتساقط الينا من السماء ... فالأسود أيضا جلي .. يمشي بين ظهرانينا على الأرض ... هذا نعرفه عز العرفه وذاك ايضا نعرفه عز المعرفه ... وعليه, لماذا نعم للابيض ولا للاسود؟؟ لأن هنالك ارادة حقيقية ما لمكافحة كل شيء هو أبيض ونقي ... ليبقى الأسود متعرشا شامخا .. وفي المقابل ... لا يوجد ارادة ... لمكافحة الفساد ... الأسود ... حتى كلما رفع راسه الأبيض يقهر ويداس!
نعلم أن موضوع الفساد للأسف ... أصبح "دقه قديمه" ... وموضوع ممل جدا ... وموضه ذاهبه ... وليست عنوان جامع متجذر في أنفسنا... ولكن فوق هذا وذاك .. يجب أن نذكر من حين الا اخر ان مكافسة الفساد ... بالارداة لا بالخطابات .. والاقوال ... وسياسات اللف والدوران .. والمماطله ... والتذاكي ... وادارة الملف ... وليس الارادة لقمع الملف ... هي مصيبتنا الاولى والاخيرة!
ونعلم أيضا ان رجالات "الفساد" أقوى من أي وقت مضى ... وهناك رجال استراحوا في قصورهم قليلا وهم في طريقهم الينا عائدون ... أمام مراى "النشامى" و"النخوجيه" منا ... لهم من البطش والقوة أن يستعرضوا عضلاتهم على من تبقى من الرجال الذين يقولون "لا" للفساد .. ولهم أيضا من الجُبن أن يقفوا أمام وجه العائدون مما سفكوا أموال الشعب وأمام اعيننا!
المواطن: لا يريد خبز .. ولا بكسة خيار بعد اليوم .. يريد رفعة وعزة وانفه من جديد!
امسك فاسدا واحدا .. أشرف لي من مليون كيلو خبز .. وحليب سريع الذوبان ... نحن شعب لا نستجدي الشفقة ... ولا يهمنا كيلو خبز هنا يوزع أو هناك .. أو بطانية مغلفه لهذا وذاك ... فهذا شيء من الواجب لا يجوز الشكر عليه ... ولقد كان من المفروض أن يكافح الضيف الاسود القابع منذ سنين ... حتى لا يحتاج ويتوسل المواطن لكسرة خبز .. عند مجئ الضيف الابيض ... "خفيف الظل" يوما ما!
المواطن لا يجب أن يتوسل لقمة عيشه بعد اليوم .. وان مطالبه وجبت ان لا تكون أقل من سدة كرامته .. وأن لا نساوم على هذا بانتظار ما يحصل في القاهرة أو دمشق ... لا يستحق المواطن سياسة الاستجداء والشفقة .. كفاكم مراوغه وتمثيلا ... لا تبخسوا حقه ... وحابوا الأسود ... ويخلف عليكم!
الخاتمة: الارادة ...الارادة ...الارادة !
اختلفت الدول العظمى في طرقها الى الديموقراطيه ... طريقها الى الحضارة ... طريقها الى الازدهار ... طريقها الى العزة والمنعة ... ولكن بقدر ما اختلفوا ... اجتمعوا على شئ واحد ... لا وهو الارادة ... فنالوا من الرقي والشموح ما نالوا!
لا يهنا نحن الاردنيون الطريق السرعه ... يهمنا أمران: أولهما الارادة ... وثانيهما الاتجاه!