وقفة في يوم عاصف .. ونشامى الجيش يعتلون المشهد
أ.د. عدنان المساعدة
17-12-2013 03:37 AM
حبّات المطر وكتل الثلج التي عانقت تراب هذه الأرض المباركة حملت الخير لوطننا الغالي والكل مبتهج بمقدم هذا الزائر الأبيض الذي سينبت الأرض خضرة وجمالا وعطاء ... كلنا سعداء ونحن نراقب المشهد بأمل ودعاء أن تمر هذه الظروف على خير دون أن تترك أثرا على الناس وعلى الممتلكات العامة والخاصة...
وندرك في الوقت نفسه أن المهام الصعبة في مثل هذه الظروف لها الرجال الرجال حماة الوطن وسياجه المنيع الذين عاهدوا وطنهم وقائدهم القدوة والمثل الأعلى في أن يكونوا القادرين على متابعة المشهد ميدانيا وفي ساحات العمل متحمّلين أقسى الظروف، وهم في غاية السعادة يفتحون الطرق المغلقة فكانوا وزارة أشغال حقيقية، وينقلون المرضى ويسعفونهم إلى المستشفيات فكانوا وزارة صحة حقيقية، ويؤمنون إحتياجات الناس فكانوا وزارة تنمية إجتماعية حقيقية... وكان الجيش هو سيد الموقف حيث تضافرت الجهود معا الدفاع المدني بذل أقصى طاقاته بإحترافية عالية...والأمن العام وقوات الدرك منتشرون في كل مكان ينظمون أمور السيرعلى الطرقات ودراسة أحوالها أولا بأول منبهين ومحذرين المواطنين من عدم الخروج من منازلهم إلا للضرورة القصوى، وقواتنا المسلحة الباسلة بتشكيلاتها المتعددة سلاح النقل وسلاح الصيانة وسلاح الهندسة بمعداتها وأجهزتها عملت بجهد كبير وكانت بحق الحارس الأمين على حياة الناس والمجتمع وقامت بإنقاذ من ضاقت بهم السبل في هذا الجو العاصف... نعم إن الجيش هو صمام الأمان لأردننا الغالي وهم رجال الأزمات والمواقف الصعبة تربوا على العمل والإنجاز والإخلاص لشعبهم وقيادتهم الهاشمية الحكيمة التي توجههم دائما لما يمكث في الأرض وينفع الناس.
نعم، إن الجيش بأجهزته المتعددة هو القادر دائما على بث العزيمة قولا وعملا، فالشكرإلى النشامى رجال الامن العام وقوات الدرك الساهرين على راحة الناس وإلى رجال الدفاع المدني سواعد الإنقاذ بكل ماتحمله هذه الكلمة من معنى وإلى الجيش بكل تشكيلاته الباسلة الذين سطّروا بعملهم وإخلاصهم معنى الإنتماء الحقيقي لهذا التراب ولهذه الارض، و تحية لكل الجهود المخلصة التي تعمل وتعمل دون أن تنتظر شيئا سوى أن ترى وطننا عزيزا قويا متماسكا مهما أشتدت الأحوال والظروف.
نعم، لقد نجحت المؤسسة العسكرية بإدارة الأزمة وكانت محط إعجاب الناس ونالت ثقتهم وأدت رسالتها خير الأداء وكانت العون والسند والظهير لجهود مؤسسات الدولة الأخرى من بلديات وأشغال وقطاع خاص ومتطوعين للعمل العام...ولكن هذه المؤسسة الرائدة دائما وللأمانة كانت سيد الموقف وأعتلى رجالها المشهد بإقتدار وتفان وكان النشامى قرة عين قائدنا المفدى، وكانوا موضع إعتزاز للناس بوقفة الرجولة والإيثار تجاه وطنهم إنسانا ومؤسسات وحفاظا على المقدرات والممتلكات. فبوركت هذه السواعد الأبيّة وبوركت تلك الهامات العالية التي ُيزين جباهها التاج المكلّل بالعز والفخار.
وأهلا بالزائرالأبيض الذي يقول لنا وُيعلمنا أن اللون الأبيض هو أنقى الألوان وأنصعها فأعملوا لوطنكم بقلوب بيضاء نقيّة وفيّة لأن أردننا صفحة بيضاء قوية لا تهزها ريح أو أعاصير عين الله ترعاه وسواعد الرجال الأباة تحميه وتحرسه. ودمتم بخير أصحاب قلوب بيضاء ودام أردننا الوطن الأغلى عين الله ترعاه ودام جلالة الملك قائدا وسيدا.