مالذي فعلناه في الثلجة ؟...كنت كل عشر دقائق أقف على الشباك وأراقب الشارع ثم أقول بصوت عال :- (يابيه كبست) ...فيهجم الأبناء لرؤية ما حدث , واثناء هجومهم لابد أن يسقط شيء في المنزل ...وكنا نأكل كثيرا , وتبين لي أن القلايات تسبب (الحرقه) .
وكنت أقرأ , نعم قرأت أشياء مهمة كثيرة فاتتني منها مثلا :- فوائد الأعشاب , والطريقه المثلى في تخفيض الكوليسترول , وأيضا عرجت على طريقة عمل صوبة الغاز (رومو) ..وكيفية مواءمة الشعلة مع عملية الإحتراق الكاملة .
وتحدثت أيضا هاتفيا مع فريد الشرع وياسر العطيات ...وأثنيت على جهودهم الجبارة على أمل أن يرسل أحدهم (جرافة) إلى الحي ولكن أحدا لم يرسل , وهذا يدل على أن مكانتي في الحارة قد إنهارت تماما ...فقد وعدت الجيران بفتح الشارع ..ولكن ما من وعود تنفذ في تلك العاصفة .
واتصلت مع الكرك , وقد تبين لي أن بلدتي الربة قد قطعت عنها الكهرباء ما يقارب ال (18) ساعة , وللعلم في لجة الحديث عن المشكلة مع أحد أبناء العمومة عرجنا على دور الحكومة في المسألة , وتحدثنا عن الرئيس ..أنا أعترف تحدثنا مطولا وكان كل الكلام خطيرا وهجوميا وحادا ...ولا مجال للغوص في التفاصيل .
وقد صرح وزير الداخلية في هذا المجال قائلا أن الشبكات بالية ومهترئة وهذا سبب إنقطاع الكهرباء عن الجنوب وهنا يحضرني سؤال مهم , إذا كانت بالية لهذا الحد فلماذا إذا نتحمل جزءا من إرتفاع أثمان الكهرباء , ولماذا لا تجدد تلك الشبكات من ما ندفعه كزيادة على سعر التيار .
في نفس الوقت نشر موقع إخباري وبالصور خبرا عن وزير , يتضمن هذا الخبر معلومات مهمة تؤكد وجود (3) جرافات , تابعة لوزارة أمام منزله ...وهذه الجرافات لا تتحرك ...إلا بأمره .
الجنوب في لحظة ما يشتهي (كريك) فقط لإزالة ما علق من الثلج أمام عتبات المنازل بالمقابل وزير تقف (3) جرافات على باب منزله , للعلم المواطن الذي نقل الخبر إتصل بي وأنا من أرسلت الخبر مصورا للزميل وائل الجرايشه .
الثلج كان خيرا ولكنه عرى اشياء كثيرة ومهمة , أولها قصة الوزير الذي أوقف (3) جرافات على باب منزله وكلها تحمل شعار وزارة الطاقة ,والسؤال ألم يكتف بجرافة واحدة ؟ أم أنه وزع مهامها على الخلان والمحاسيب , والسؤال الاخر هل هذه الطواقم التي كانت موجودة داخلها , تم حساب الإضافي لها ..
تحزن أحيانا حين تجد رأس الدولة وملك البلاد يساهم مع المواطنين (بدفش) سياراتهم وحين تنشر صور من داخل القصر الملكي وتكتشف أن جميع مداخله ومخارجه مغطاه بالثلوج , ولا يوجد هناك مظاهر للجرافات أو لطواقم تقوم بإزالة الثلج ...والأهم من كل ذلك أن مواطنا أردنيا يجلس بكامل قيافته في سيارته والملك يقوم (بدفشه) , بمعنى اخر المواطن (مشخص ) داخل السيارة والملك ...(يدفش) مع المواطنين , ويصر على أن يحرك السياره حتى تخرج , ثم يغادر المكان بكل مافي المشهد من بساطه .
تخيلوا لو أن هذا المواطن غادر لدبي مثلا وروى لإصدقائه هناك ما حدث معه وقال لهم بالحرف الواحد :- ( سيارتي غرزت في الثلج والملك إجا دفش مع الناس) ..هل سيصدقه الناس ؟ في الأردن الناس شاهدوا ما حدث بأم أعينهم ...واكتشفوا حجم التناقض بين ملك يدفش سيارات الناس ويزورهم في المنازل وبين وزير كدس (جرافات) الدولة أمام منزله مع طواقمها .
على كل حال ..الثلج في بلادنا لايغسل الخطايا والذنوب , وإنما يعري الوجوه أيضا ..
ترى مالذي سيفعله الرئيس مع وزيره (أبو الجرافات) .
الرأي