اغسلني فأبيض أكثر من الثلج
الاب محمد جورج شرايحه
15-12-2013 04:09 PM
إنها العلاقة الوطيدة بين الثلج و النقاء، بين الصفاء والبياض، بين الحب والوجود، كي استطيع ان اردد وازيد على ربط الفيلسوف ديكارت بين الفكر والوجود اذ قال انا افكر اذا انا موجود، لاقول : انا احب اذاً انا موجود، ولا يمكن ان اكون موجوداً اذ لم اكن مُحبا.
ان لاية " اغسلني فأبيض اكثر من الثلج" الواردة في سفر المزامير والمزمور 50 بالتحديد في الكتاب المقدس في عهده القديم قصة اختبرها النبي داود نفسه مؤلف هذا السفر. حيث اختبر توبة الانسان التقي البار وعودته لله المحب.
ورأى ان قدرة الله على غسل الانسان من معاصيه ستصل به حتى يصبح ابيض مثل الثلج الابيض الذي عندما ينزل يغطي كل كل الوان الطبيعة الاخرى وهنا الهمني الثلج الابيض المحيط بنا من كل صوب بأجواء هذه المقالة. فهناك علاقة ملازمة بين المغفرة والحب، فلا يستطيع ان يغفر الا المحب، ولا يستطيع المحب بدوره الا ان يغفر لانه احب اكثر بكثير من نقص خطيئة الاخر.
لذلك يجب علينا ان نغفر لبعضنا البعض خطايانا التي لا تنتهي ما دمنا بشر بهذه الاجساد الهشة نسكن على هذه البسيطة الفانية.
الثلج رغم بروده القاسي، الا انه يستر ويغطي وجه الغمر، ورغم انه يثقل احيانا بأحماله على كل من يستقر فوقه الا انه ينظف نتانة الاشياء من حوله.
الثلج الابيض الذي يستقبله الاردن وبلاد الشام هذه الايام اتى بعد صيف شديد الجفاف على اثر ذلك الجفاف في شهر تشرين الثاني الماضي وجه رؤساء الأديان الرئيسية الموحدة الثلاثة في الأرض المقدسة دعاء للمؤمنين للصلاة من أجل هطول الأمطار فأستجاب الرب الاله بسرعة كبيرة وبكرم غامر فعمت البركات على الارض ورافق هذه العاصفة الثلجية كما شاهدنا في الايام الماضية بعض الاضرار المادية بالاضافة الى حاجة وعوز بعض المواطنين الذي تعرضوا لتلك الاضرار ولا سيما الاخوة النازحين من الشقيقة سوريا حيث وجه غبطة البطريرك اللاتيني المسنيور فؤاد طوال في الامس نداء عاجل لمساعدتهم بأسرع وقت ممكن.
اخيرا نشكر كل من ساهم في تخطي حالة الطوارئ هذه ولاسيما رجال القوات المسلحة والامن والدرك والدفاع المدني وكل العاملين على رأس عملهم ، ونطلب المغفرة لكل من قصر في خدمة اخيه الانسان لاي سبب كان واختم مقالي هذا برفع الصلاة والدعاء لاجل بلدنا الطيب الاردن الغالي ان يبعد الله عنه كل مكروه ولاجل قيادته الهاشمية الشابة الحكيمة وان يرعى الله شعب الاردن العظيم.
*مسؤول وسائل الاتصال الحديثة في مطرانية الروم الكاثوليك بعمان