في عالم اليوم وبعد انتهاء الحرب الباردة ، توجهت الجيوش للمشاركة بشكل حثيث في مشاريع التنمية وتطوير مجتمعاتها في كل المجالات، فلم يعد دورها يقتصر على حماية الاوطان والذود عنها فقط، بل تعد ذلك للمساهمة في حركة البناء الشامل، والتعامل مع المخاطر غير العسكرية ايضاً، ولعل قواتنا المسلحة الباسلة وجيشنا الاردني هو من اوائل من اعطوا هذا المفهوم اهمية استثنائية حينما تشارك الجيوش في خدمة مجتمعاتها.
اليوم وفي هذه الاجواء العاصفة الثلجية التي هبت على مملكتنا الحبيبة، وغير المسبوقة في العقد الحالي، وقد خلفت ما خلفت من صعوبات هائلة، عجزت الاجهزة المدنية وكوادرها العاملة بالرغم من جهودها الكبيرة، اجدني مدعوا للكتابة عن الرمز السيادي والوطني الكبير وذخيرتنا في الملمات والصعاب والقامة العالية في الوجدان الوطني، "الجيش العربي الاردني" هذا الجيش الذي ما غاب عن اهله وشعبه حينما يكون النداء في الحرب والسلم والبناء والتنمية، فمساء الامس كان هذا الجيش كعادته كبيرا ونبيلا وجسوراً، وهو الحازم في التصرف مع ما حدث من صعوبات ومخاطر واجهت الاردنيين في كل انحاء المملكة بفعل الظروف الجوية.
بعيداً عن الاستعراض المكلف في الانجاز، وارتداء المعطف والشماغ المهدب، وترؤس الاجتماعات لادارة الازمات، والنطنطة من فضائية لاخرى ومن موقع اخباري لاخر للحديث عن الانجاز وعن خطط ادارة الازمات والمخاطر والتي تسقط بمجرد اول هبة عاصفة فتذهب ادراج الرياح للاسف، والذي لا يقل عنه استعراض الكثير من المواطنين وعنادهم وعدم الاستماع للتحذيرات المتكررة من خطورة الخروج لان خروجهم خطر عليهم ويعيق عمل اجهزة الطوارئ، كان الجيش كبيراً بمستوى طموح الاردنيين كعادته دائما.
وللامانة اقول ان جهودا كبيرة بذلت من امانة عمان وكوادرها، والامن العام والدفاع المدني والاشغال والبلديات ،لكن العاصفة كانت اكبر من طاقاتهم وقدرتهم، ولكن السؤال المهم الآن اين خطط ادارة الازمات وادارة المخاطر واستراتيجية التعامل مع احداث طارئة كالتي نعيشها الان.؟!!
ختاماً، والخير العميم من امطار وثلوج يعم على بلدنا، نشكر الخالق جلت قدرته، ونطبع قبلة على جبين جيشنا وقواتنا المسلحة الباسلة، الى كل جندي وضابط صف وضابط والى قيادة الجيش وقائده الاعلى جلالة الملك عبد الله، فلقد خبرنا هذا الجيش وخبرته الامه منذ ان كان هذا الوطن، في معارك الشرف والرجولة، في اللطرون وعلى ابواب القدس وفي الجولان، وفي كل مجالات العون الانساني والطبي للعرب والانسانية جمعاء، فحمى الله الاردن وحمى الله الجيش.