صمتاً .. أسكنُك .. *ناهض الوشاح
13-12-2013 08:56 PM
تقتربُ من حدود القلب .. تومئ للظل بالسكون في الأعماق .. تتماهى في عوالم الخلق.. تتشبث بطريق يأخذك إليه ... تنظر من حولك و تدرك كم تحتاج لمزيد من المطر كي تبلَّل الذابل في أغصان روحك .
و حين يشرق قلبك في الغروب .. يشتعل حنينك لحرْف تذرف فيه رفضك المستمر لتنفيذ ما يُمليه عليك الشارع الغارق في اللاجدوى من الاستمرار نحو الانحدار الدائم لنسيان ما تملك و ما تريد .. ليذكِّرك الآتي بشيء من الوضوح القائم بين ألمك و بين المختبئ في ثنايا قلبِك.
تُشعلني أشياءكِ .. و ينتابني الوهج المحموم بالغموض ... ليسرقَني الوعي المبّكر إلى حقيبة الأحلام .. و دربِ عينيك .. و نتوءات عالقة على خاصرة الآتي... حيث أقفو أثر حزنك النازف و أنساب في سكون الليل أرتشف حنين طفولة مشتهاة و غياب يليق بألف حضور .
و حيدون وسط تحديقة شمس عينيك .. نُراقص النعاس العالق على أهداب النسيان .. فلا يكون إلا خيالا يستند على ظلك يرقب تمايل رحيقك الكامن في الأعماق.
أسمع نبض الأرض حين يبللها المطر .. و أسمع نبضك حين ألقي رأسي بين يديك كغصن مرتعش واهن هزّته الغربة وأدمته العودة.
هُزّي إليك بجذع روحي .. تُساقط عليك ألماً .. فرحاً .. و ما نحن عليه الآن من حلم نخبئه تحت وسائدنا .
يروادني الفرح حين آنسُ منك طيفا ...و أرتشف وجودي من اللحظة الراهنة تُنضج حواسي .. في شتاء مختلف تختلط فيه الأزمنة و الأمكنة و الوجوه و الأسماء أكون نفسي حين تتفتح عيناي و أكونك حين تتفتح عيناك .
ليتنا كُتبنا بقلم من رصاص ... كما الأطفال نُخرج ممحاة من حقائبنا نمحو القهر و الحرمان ... نمحو قليلا من الوجود و كثيرا من الدهشة ترفرف على عتبات ذاكرتنا المتوغلة في الأفق ...
لست ملاكاً ... لست معجزة .. لست روحا باهرة .. حرفٌ انسجه من حبر دمي و وردة تنمو في العتم لترى الوضوح يولد على حواف درب يغازل خيط شمس أو خيط بحر .. أو نجمة تسكننا في سماء أحبتنا بكل قسوة.
كاذب لو تنحيت إلى الغروب رافضا كل عالم يدور على نفسه .. عارٍ من كل تحيّز للماضي و ما سيكون .. أسكنك بمحض روحي ... و أسكن أرضا تتغلغل انغاسها في مسام جلدي من الوريد إلى الوريد .. (للسماء شعوبها و حروبها ...ماضٍ ما أرى ...لا غدٌ في الأمس .. فلنتقدم إذا) ارضاً تسكنني.. و وهجاً أسكنُكِ !