دفعني للكتابة بهذا الموضوع رغم حساسيته هو لقائي بالأب Joseph Whitmanفى مدينة فيلادلفيا فى الولايات المتحدة الأمريكية حيث ناقشنا حقيقة الإيمان في الأديان وقد وجدت الرجل صاحب فكر منفتح اتجاه الأديان الأخرى ,وقد وجدت من الواجب على ان اطرح موضوع الإيمان للنقاش الحر الموضوعي , فالإيمان لغة كما ورد في المعجم الوسيط " هو التصديق ويقول الشيخ علي بن محمد الجرجاني في كتابه معجم التعريف بالإيمان في اللغة التصديق في القلب" و يقول الشيخ محمد بن أبي بكر الرازي في مختار الصحاح الإيمان لغة هو التصديق, يقول المعلم بطرس البستاني في كتابه محيط المحيط الإيمان التصديق مطلقا و الاعتقاد بالله و رسله ووحيه نقيض الكفر و هو الثقة و إظهار الخضوع و قبول الشريعة (الواكدى,2012)
الإيمان بالله في الإسلام معناه الاعتقاد الجازم بأن الله رب كل شيء ومليكه وخالقه وأنه الذي يستحق وحده أن يتفرد بالعبادة : من صلاة وصوم ودعاء ورجاء وخوف وذل وخضوع .وانه المتصف بصفات الكمال كلها المنزه عن كل نقص والإيمان بالله تعالى يتضمن توحيده في ثلاثة أمور هي :
التوحيد والربوبية وهو إفراد الله سبحانه وتعالى في أمور ثلاثة في الخلق والملك والتدبر إفراد الله تعالى بالخلق فالله تعالى و حده هو الخالق لا خالق سواه قال الله تعالى :يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السماء والأرض لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ صدق اللة العظيم.(السعدى2011)
الإيمان هو التعبير الاسمي عن الموقف الذي يقفه الإنسان في تجاوبه مع المبادرة الإلهية. فالإسلام هو في صورة مميزة دين الإيمان يرى في الإيمان تسليما وتصديقا للحق الذي يضع الله نوره في صدر الإنسان ,فالإيمان مرادف لإسلام الذات لله وهو الهبة التي يمن الله بها على من يصطفيه من الأنام.
وفي هذه الاصطفاء السابق لخيار الإنسان وايمانة العقلي ميزة التصور الإسلامي لمنهج التسليم الإيماني فالشك والإيمان كلاهما منبثقان من إرادة الله الذي يحدد هو بنفسه مصير الإنسان وإذا كان الإيمان تسليما بالحق يلهمه الله وحده , انقلب تفاعل الانسان مع المبادرة الالهيه انقيادا وامتثالا واقتصرت إجابة الإنسان على الاستثمار والمحافظة على قيم الإيمان الذي استقر في صدره بقدرة إلهيه.
وبذالك يظهر وجه التمايز مع التصور المسيحي للإيمان وهو تصور يشتمل على ثلاثة عناصر متكاملة تنشئ بائتلافها وتلاحمها وحده الفعل الإيماني .فالعنصرين الأولين وهما مصدر الإيمان الإلهي العميق وسمة الإيمان العقلية والتي يظهرها الإدراك البشري الذي ييسر للإنسان اعتناق الإيمان قبل استيعابه نعمة المصدر الإلهي هذان العنصر هما مشتركان في قسط كبير بين المسيحية والإسلام ويبقى العنصر الثالث الذي يؤلف الحيز الخاص بالرؤية المسيحية بموقف الإيمان, وهو الحرية التي أعطاها الله وهي التي تطبع الجواب الإيماني المسيحي بطابع مألوف مميز فالإيمان بالمسيحية هو موقف التفاعل الإنساني مع النعمة الالهيه, وهو اعتناقا حرا لجوهر المبادرة الالهيه والذي يصل لمرحلة التجسد للسيد المسيح فلا ريب والحال هذه ان يقوم تمايزا واضحا الدلالة بين التسليم المستوثق الذي يهدى الله إليه المسلم المؤمن والاعتناق المفتوح للمؤمن المسيحي من تلقاء ذاته على هدى روح القدس فالاختلاف قائم بين جواب يستقي من نعمة الايمان يهدى الله في المسيحية الى حرية الإنسان وجواب يستمد من نعمه الإيمان عينه حيث يهدى اللة بها الانسان في الاسلام وهذا كله يحدد تنوع سبل التفاعل الإنساني مع المبادرة المسيحية والإسلام ويظهر إمكانات شتى في المسلك البشري بين موقف الإيمان الحر وموقف الايمان المبنى على العقل المفتوح الواثق بعظمة الله .
فالحرية سمة للإيمان في المسيحية والإسلام وهي أولا حرية الإيمان أو عدمه لان نعمة الإيمان لا تتسلط على الإنسان تسلط القدر المحتم ولا تفرز منذ ابتداء الخليقة في بني الإنسان المؤمنين من غير المؤمنين, والحرية في الإيمان المسلم و المسيحي هي ثانيا حرية اختبار الإيمان اما تصديقا شاملا حاوياً لأركان العقيدة كلها وإما تلمساً لوجوه العقيدة الأقوى استنهاضاً لطاقات الالتزام الوجودية والحرية في الإيمان الاسلامى و المسيحي هي ثالثا حرية التعبير عن اختبار الإيمان اما انتهاجا أمينا لسنة الأنبياء والآباء والمجامع وإما استخراجا لمدلولات التجديد والتطور التي تختزنها هذه السنة, واما استنباطا لصيغ المواءمة الطبيعية التي تراعي في المقام الأول اقتران نمط الالتزام الإيماني المسلم و المسيحي المعاصر بجوهر البشرى الدينية .
واحيرا نقول ان الإيمان معناه الاعتقاد الذى لا شك فية بأن الله رب كل شيء ومليكه وخالقه وأنه الذي يستحق وحده أن يتفرد بالعبادة : من وصوم وصلاة ودعاء ورجاء وخوف .وانه المتصف بصفات الكمال كلها المنزه عن كل نقص ( )والإيمان بالله تعالى يتضمن توحيده في ثلاثة أمور هي : توحيد والربوبية وهو إفراد الله سبحانه وتعالى في أمور ثلاثة في الخلق والملك والتدبر إفراد الله تعالى بالخلق فالله تعالى و حده هو الخالق لا خالق - سواه قال الله تعالى يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السماء والأرض لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ.