المتابع لكافة آراء الرأي العام الاردني في وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي واللقاءت والجلسات والاجتماعات والافراح والاتراح جاءت جميعها تطالب بعودة التوقيت الشتوي كما جرت عليه العادة منذ عشرات السنين، وذلك لما له من مزايا مرتبطة بهذه الفترة، خاصة عند اوقات الصباح وذهاب الطلبة الى المدارس وكذلك طلبة الجامعات، حيث ان طلوع الشمس ياتي بعد السابعة صباحاً وما زال سواد الليل ساكناً في ثنايا الشوارع والحواري والذي يجعل الرعب والخوف يداهم سلوك الاطفال في ذلك الوقت.

وبالرغم من كل هذه المطالب ما زال رئيس الحكومة متعنت في قراره بعدم العودة مطلقاً الى هذا التوقيت كونه يوفر على الخزينة الاردنية ما يقارب ستة مليون دينار،مع العلم ان الاصل في القرار انه قد وضع من اجل التوفير في الانفاق بالطاقة في وقتها ولا ادري كيف ان هذه الاستراتيجية اصبحت مرفوضة بالوقت الحالي.

ان الاصل بالقرارات عندما يتم اتخاذها تكون ضمن توجهات مدروسة وبما يحقق مصالح الشعب، وبما انه اصبح هذا القرار يشكل خطورة على افراد المجتمع وما حدث من بعض الجرائم، وكذلك ان المواطنين اصبحوا يغادروا منازلهم باوقات مبكرة واثناء ظلمة الليل وسواده صارت باعث لدى مرتكبي جرائم السرقات على ارتكابها بهذه الفترة، وكون ان السلطة التنفيذية برئيسها النسور موجودة لخدمة المواطن وليس الاضرار بمصالحة فالاجدى ان يتم تعديل هذا التوقيت وبما يحقق المنفعة من تغييره كما جرت العادة سابقاً.

وبالتالي فان الخطورة التي تشكلت من هذا القرار اصبحت واضحة لكافة شرائح المجتمع باستثناء مجلس الوزراء الذي ما زال متردداً باتخاذ قرار التعديل وخوفاً على ان ذلك سوف يسجل ضده مستقبلاً، ومع العلم اننا لسنا في ساحة معركة ومن ينتصر، والاهم ان احد ادوار ومهام مجلس الوزراء هو تسيير امور الناس وليس تعقيدها.

ولذا نتمنى على حكومة النسور ان تتراجع بقرارها بخصوص التوقيت الشتوي واصبحنا ليس بحاجة الى توفير ستة الملايين بقدر حاجتنا الى الامن والاطمئنان على ارواحنا اثناء ساعات الصباح وان نرى اشراقة شمس الاردن صباحاً.

bsakarneh@yahoo.com