قال طه حسين عميد الادب العربي هل هناك مستقبل للوطن دون ثقافة؟ ويتساءل هل ثقافة مصر غربية ام شرقية ويجيب بأن ثقافة مصر غربية بالجغرافيا حيث العلاقة بالتاريخ والثقافة مع الشرق وهو الشرق الاقصى اي الصين واليابان فهي علاقة سطحية.

لقداتصل العقل المصري بالعقل اليوناني منذ عصوره الاولى اتصال تعاون في الفن والسياسة والاقتصاد وبدأت هذه العلاقة منذ القرن السادس قبل الميلاد وتعمقت ايام الاسكندر وكانت الاسكندرية عاصمة من عواصم اليونان الكبرى في العالم ومصدرا من مصادر الثقافة اليونانية للعالم القديم ولم يمنعها احتلال الرومان لها ان تطل ملجأ للثقافة اليونانية طوال العصر الروماني.

قيل إن التقدم في القرن الحادي والعشرين إن لم يكن تقدماً ثقافياً، فإنه لن يكون على الإطلاق.
الثقافة أساس التنمية الشاملة، فإن أي سياسة للتنمية لابد وأن تكون عميقة الإحساس بالثقة، لبناء نموذج جديد متماسك تصوغ به مؤسسات المجتمع مسارات التقدم الإنساني ذات الحساسية الثقافية.

تعد الثقافة منظومة متكاملة تضم في إطار المعارف والمعلومات المتوارثة أو المنقولة المتصلة بشؤون الحياة والأحداث الجارية وتفسيراتها ووسائل نشر القديم وأنماط السلوك والإبداع الفني والأدبي وعلاقتها بقضايا التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

يتم الإبداع في التعليم والتربية في الصغر في بناء الفرد حيث هو المحرك الأساسي لتطوير الحضارات ونماء المجتمعات يأتي دور الإعلام في إبراز وتحقيق أهداف الثقافة لبناء الإنسان بناء معنوياً، لنشر المعرفة وإيصالها إلى الجماهير.

لكن وسائل الإعلام أيضاً بحاجة إلى ثقافة لكي تجذب اهتمام الناس وتزودهم بالمعنى المفيد والحقيقي دون تضليل أو خداع.

كما يجب أن تتكامل القنوات الثقافية مع القنوات الإعلامية لتحقيق عملية الاتصال الثقافي بين بني البشر.

أما عملية الإبداع الثقافي فإنها لا تكمّل إلاّ إذا تلقاها الجمهور بعملية إعلامية صحيحة، وبوسائل نشر حديثة مقبولة لدى الجميع.

الثقافة هي تعبير عن النشاط الإنساني والإعلام هو الأداة المفسرة لهذا النشاط والمطورة له، فوسائل الإعلام بوصفها أدوات ثقافية تساعد على دعم المواقف أو التأثير فيها، وحفز الأنماط السلوكية وتعزيزها، وتحقيق التكامل الاجتماعي بما يجعلها تمارس دوراً أساسياً في تطبيق السياسات الثقافية وإضفاء طابع ديمقراطي على الثقافة.

الإعلام ليس مجرد ناقل للأفكار والمعلومات، وإنما يساهم في تشكيل الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وأصبح يمارس دوره في دعم الاتجاهات أو تغييرها لدى الأفراد والجماعات ويستطيع الإعلام تحقيق الثقافة المتوازنة من خلال استيعاب كل الأفكار والقيم الثقافية.

لكن الحياة أمل، فإذا فقدنا الأمل فقدنا الحياة، لكن الحياة مزيج من الخير والشر، والعدل والظلم، وهي ليست نصراً دائماً وإنما هزائم كثيرة ولأنها كذلك فإنه لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس.
الهدف من الحياة ليست المعرفة فقط ولكنه العمل.

كما أن الذي وهبنا الحياة وهبنا الحرية، ودون حرية لا سعادة، كما أن العدالة تصبح عديمة الجدوى دون قوة والقوة دون عدالة هي استبداد ولكن التغيير سنة الحياة، فكيف نتعلم أن نتعايش معها، فهذا هو العلم وهذه هي الثقافة المطلوبة.