المخابرات السورية .. فهم الحالة الاردنية
المحامي بشير المومني
11-12-2013 02:38 AM
بهجت سليمان سفير الأسد ( للطريدة الأردنية التي يركض خلفها الجميع ) .. لطالما أثار هذا الرجل أهتمامي وقد تساءلت كثيرا لماذا وافق الأردن عليه كدبلوماسي عند استمزاج الرأي خصوصا في ظل الأرهاصات والقراءات السابقة لهذه الظروف الأقليمية القاتلة المتوفرة لدينا منذ سبع سنوات تقريبا بالرغم من أنه أستخباري محترف ولماذا أبقى الأردن عليه رغم كل تجاوزاته ؟؟ قد يتعذر الأجابة على هذا السؤال بشكل فاضح او مباشر لكن ما يتوجب معرفته جيدا أنه في علوم أدارة الصراع لا يمكنك أن تضع الأفعى في بطنك ألا أذا كنت ثعبان قادر على أبتلاعها و / أو بحاجة الى سمها ..
ما يميز ( ابو المجد وليس أبو مجد مثلا !! ) أنه شخصية كارزمية أستطاع خطف الأضواء وتسليطها على قضية مهمة من حيث أخلاصه الشديد لمبدئه وقضيته ودفاعه المستميت عن نظامه ، فالأنسان المؤمن بقيمه والذي يقاتل بشراسة ويضحي دائما يكون شخصية جاذبة قوية ملهمة ومؤثرة في الآخرين حتى لو كنت تختلف معه حتى النخاع فأنه يدفعك لأحترامه بأعتباره صاحب مبدأ وهذا المظهر لأبي المجد - كوسيلة للحرب النفسية الاستخبارية - قام بتسلط الضوء لدينا على تساقط الحرس القديم وأفرازهم النيوليبرالي العفن كالذباب في مشروع الملكية العائلية وفرارهم من أستحقاقات المواجهة ..
أدارة الحرس القديم ومن ورثهم ظهرهم للملك في أحلك الظروف - بأستثناء تصديات فرعية لبعض الشخصيات على أستحياء - دفع المواطن للمقارنة ما بين أخلاص قياداتنا والقيادات السورية لقضيتهم مثلما كان يقارن مع القيادات الاسرائيلية من قبل وجعل الاردني يتساءل بالأيحاء الأستخباري أين رجالاتنا وبالطبع فلقد ساهم ذلك في عملية العزل العكسي للارستقراطية الاقطاعية الأردنية وأسقاطها كتوجه هاديء لمؤسسة العرش لكنه بالمقابل ساهم في ضرب صورة العرش لأن أسقاط سلسلة القيادة والنيل منها وهز ثقة المجتمع فيها هو هدف أستخباري سوري بحد ذاته ..
أبو المجد أختير بعناية وجرى قبوله والمحافظة على وجوده بعناية أكبر فصراع المشاريع الدولية لم يكن ببعيد عن مشاريعنا الوطنية ولا يوجد أدهى وأذكى من نظام بعث الأسد في سوريا وبغض النظر عن التقييم العاطفي له في العقلية الشعبية وانماط تفكيرها التي غالبا ما تأخذ شكل القطيع فلا بد ان نقر بان هذا النظام أثبت أنه عريق جدا في الشيطانية فبالأضافة الى كونه ثاني أكبر خطر استراتيجي على الأردن بعد اسرائيل وكما كانت أعينه تتطلع للأردن كوطيئة يراد لها تبعية على النموذج اللبناني فأنه لا يزال ينظر الى الأردن بهذه الطريقة وعمد الى تعامل خاص جدا في قراءته للمشهد الأردني لا سيما أن خياراته لم تكن مفتوحة وهو يسعى الآن لدفع قواتنا المسلحة للأنخراط في مشروع تفكيك التنظيمات المسلحة على أراضيه كاستحقاق لاتفاق انهاء الازمة دوليا ..
ليس من مصلحة النظام السوري أن يكون النظام الأردني بمفهومه الواسع قويا في الجانب السياسي لأنه سيرضخ للأبتزاز الخليجي طمعا في بحبوحة أقتصادية تخفف الضغط الشعبي وبالمقابل ليس من مصلحته أن يكون متفككا أمنيا وعسكريا لأنه لن يكون قادرا على حماية الحدود وستفتح عليه أبواب جهنم لأن المفكر الأستراتيجي السوري يدرك أن الأردن هو نقطة أرتكاز المنطقة أمنيا ، لذا عمد الى مقاربة تقوم على المشاغلة الأمنية الشعبية بالقدر الضروري لتحقيق مصالحه وبطريقة الأمتداد الفكري الأستراتيجي لا الأستخباري العملياتي لتحييد الأردن عن الصراع خصوصا أن المؤسسة الأمنية الأردنية محترفة جدا في الجانب العملياتي ويكاد يكون من المتعذر نجاح عملية واحدة فقط التي ان تمت فسيكون الثمن غاليا جدا يدفع بالأردن لاتخاذ قرار حاسم بالدخول المباشر على خط الصراع الذي سيغير موازين القوى في الداخل السوري ويستثنى من الجانب العملياتي للاستخبارات السورية متابعة السوريين لدينا وهو أمر صحي بالنسبة لمؤسستنا الأمنية ..
ومن جانب آخر فأن الأمتداد الفكري الأستراتيجي يضمن مآلات أية تسوية قادمة وتجعل الأردن مرتهنا كما الحالة اللبنانية و / أو على الأقل يجري تحييده عن أي تواجد وأمتداد له في الداخل السوري عملياتيا أو فكريا ألا بما يخدم مصالح النظام السوري الحالي مما يخفف الضغط عنه ويحسن من موقفه التفاوضي لاسيما أن الجميع يدرك بأنه لا مجال دوليا للأبقاء على التنظيمات الأرهابية الراديكالية التي نشأت كنتيجة مخطط لها بعناية لحالة هدر الدماء في سوريا الشعب وهو يطمع في هذا الأتجاه لنوع من التفاهمات مع الأردن الذي أستطاع تفكيك شيفرة الأرهاب في كامل المنطقة بعد تفجيرات عمان الأجرامية ..
كما أن سوريا الدولة ستشهد تحولا نوعيا في انتقالها من الأشتراكية للراسمالية ولابد من شريك موثوق كانت مواقفه متزنة بعيدة عن الأنحياز فلا يصلح لذلك تركيا او العراق او السعودية مثلا ومن هنا نستطيع فهم تراجع الدور الخليجي في السياسة الدولية وتقدم الأردن لقيادة المشهد ومثاله وجودنا في مجلس الأمن ناهيكم عن دور الأردن المحوري في عملية السلام التي يتوجب ان يسير جنبا الى جنب مع تفاهمات جنيف 2 الامر الذي يستوجب قيادة مصالحة عربية بمبادرة اردنية لخرط الجميع في عملية السلام وتفعيل وديعة رابين وانسحاب كامل من جنوب لبنان والجولان بما يفضي لتحويل حزب الله لحزب مدني ويمكن الأسد كمواطن سوري او رئيس منتخب ديمقراطيا من وضع قدميه في مياه طبريا ..
وهنا نقول لا يجوز ان تبقى أسرائيل بعيدة عن حالة الصراع وتنعم بأمن مثالي في المنطقة لأن المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية قد تفضي لنتيجة توطينية واستخدام مشروع الملكية الحزبية لهذه الغاية لذلك كان من الحكمة دراسة خيارات اردنية بديلة مثل دعم انتفاضة فلسطينية ثالثة او التوجه لتفعيل معسكر السلام الاسرائيلي والتواصل بفعالية معه او كلا الخيارين بشكل متوازي وبالطبع تعزيز سقوط نظرية الحدود الآمنة من خلال صواريخ غزة حيث ان لكل توجه طريقته وأسلوبه التكتيكي ..
بالعودة للمفكر السوري الأستراتيجي فهو حاد الذكاء بعيد النظر دقيق التصريحات والتلميحات يقوم بعمليات بناء الرأي العام التراكمي في محيطه بشكل معقد ومركب ويعمد لأطالة عمر المعركة لأنهاك المحيط الدولي وأذا كان المكون الفلسطيني في الاردن يقع في صميم أهتمامات المؤسسة الأمنية الأسرائيلية فأن المكون العشائري ( الشرق أردني ) يقع في صميم عمل المخابرات السورية وهو احد مفاتيح تحقيق مصالحه في الداخل الأردني ومن خلاله يستهدف بشكل مباشر تحييد القوات المسلحة الأردنية عن خط الصراع بطريقة اللعب على المكون واذا كان بالامكان فهو يسعى لدفع جيشنا للعمل لصالحه وفقا للمتطلب الدولي للمرحلة ويدرك تمام الأدراك أن العشائر هي المكون الاساسي المؤثر في القوات المسلحة التي تأتمر بأوامر جلالة الملك فكان لابد من أستهداف ذلك كله وتكييف نشاط ادواته في هذا الاتجاه ..
قرأ المفكر الأستراتيجي السوري الخارطة الأردنية بعناية الحريص وقرر الدخول من خلال حرف مشروع الملكية الشعبية عن مسارها وتجيير المكون الشعبي العشائري لصالحه للضغط على النظام الأردني فقادت النخب اليسارية بامتدادها القومي السوري العملية لدينا وقام المفكر الأستراتيجي الأردني بالتقاط اللحظة بعد عمليات موازنة عميقة ما بين البدائل الموجودة لديه وخياراته الصعبة والمضار والمنافع لكل قراءة فقرر أرخاء الحبل لليسار في الأردن – ولا أقول اليسار الأردني – ليقوم بمواجهة المشروع الأخواني الحزبي في الأردن - ولا أقول أخوان الأردن – فأنقسمت المعارضة لدينا على نفسها وضاع المشروع الوطني الشعبي في حالة الصراع ..
في نظريات القوة فأن أقوى ضربة يمكنك أن توجهها للخصم او للغير تكون بأستعمال قوى الخصوم أنفسهم وأرخاء الحبل بالوصف أعلاه سيشنق المشروع الأستخباري السوري مستقبلا ولكن كان لذلك ثمن باهظ وأثر سيء جدا على مؤسسة العرش التي كان يتوجب عليها أن تضحي بسمعتها وتقبل بكل أشاعات المخابرات السورية التي أطلقتها عبر أمتدادها الفكري المتمثل باليسار الراديكالي في الساحة الأردنية والذي كان يعتبر أن المشاغلة بأشعال الشارع الأردني مصلحة أستراتيجية للحفاظ على آخر معاقل الشرف والكرامة العربية ( نظام المقاومة والممانعة العربي ) ..
ومثلما ساهم الأردن في تفكيك نظام الأخوان في مصر فلقد كان من الطبيعي أن يذوق من نفس الكأس مثلا على مواقع التواصل الأجتماعي وبيد المخابرات السورية وما عمدت أليه من أطلاق الأشاعات والأسقاط المعنوي للقيادة الأردنية في نفوس أبناء العشائر تحديدا وهز الثقة بدورها ( الوظيفي ) في توطين المكون الفلسطيني والفساد العميق في ( الاسرة المالكة ) وغيرها من الأمور التي كانت ترد ليس فقط من سوريا بل ومن لبنان والعراق وايران واوروبا فكانت آلاف من حسابات الفيسبوك مثلا تتكلم باسم ابن العشيرة الأردنية والجالس خلف الشاشة هو ضابط استخبارات سورية وفي بعض الأحيان أسرائيلية لأثارة الرسمي الأردني على الرسمي السوري ..
العبقرية الأردنية الأستخبارية تجلت في توظيف ما سبق لصالح الأردن في أدارة الصراع ما بين مشاريع اعادة بناء النظام لدينا ( النيوليبرالية والحزبية والشعبية ) وربط ذلك بالحالة الدولية فكانت السفارات الاجنبية والعربية في عمان تقرأ المشهد الأردني بقلق عميق تلقي عليه قيادة لجنرال عبقري محترف مثل فيصل الشوبكي ضبابية شديدة حتى أصبحت النخب السياسية والدبلوماسية المتخصصة لا تعرف رأسها من قدميها وأصبحت تقدم التقارير غير الدقيقة لصانع القرار الدولي الذي كان يتفاجأ بعد مدة بعدم مصداقية او صحة التقييم عن الأردن فأضطره ذلك لاعادة حساباته مع النظام لدينا ..
وفي تلك المرحلة أيضا وحتى الآن كنا ولا نزال نقرأ لكتاب الصحافة المؤثرين في الرأي العام ما يضحك أكثر مما يبكي فجرى تعميق المخاوف لدى المواطن العادي كتحصيل حاصل فالاحتجاجات الشعبية التي طالت رأس الدولة بالنقد اللاذع جدا حتى مرحلة التهجم الشخصي ورفع شعارات الاسقاط مثلا خففت الضغط الدولي عن الأردن الذي كان يسعى لاقحامه في معركة سوريا وبالمقابل وفر له دعما اقتصاديا جيدا كما ساهمت الشعبية اليسارية السورية الراديكالية في التصدي لمشروع خارجي خوارجي فرعي في الملكية الحزبية المتمثل بتيار الهدم والظلام والحقد الاخواني المدعوم عالميا وصهيونيا والذي لا يؤمن بالوجود الاردني ويتبنى التوطين بعباءة المدنية بدعوات حق يراد بها باطل .. الحديث طويل في هذا الجانب ..
على كل حال .. لقد كان من الطبيعي أن يبحث المفكر الأستخباري السوري عن صيغة تواجد له في الأردن الذي قرر أن تكون في الامتداد الاستراتيجي الفكري كما أسلفنا فلجأ الى تصنيف جهنمي يقتضي محاولة أعادة تشكيل الوعي السياسي الأردني والذي أنجر خلفه العديد من المثقفين والنخب من كتاب وأدباء وسياسيين والقيادات الميدانية الشعبية من حيث الفصل ما بين الأردن النظام والأردن الدولة ومن ثم أحتساب القوات المسلحة كممثل للهوية الوطنية الشرق أردنية على الأردن الدولة التي تقوم بدور عروبي وطني وليس دور وظيفي كما هو حال النظام بالنسبة لهذه النظرية الخبيثة ولا يوجد مدخل للامتداد أعلاه بأفضل من فلاحي الأردن او بلهجتنا ( الحراثين ) خصوصا ان المرجعية العميقة لهؤلاء تقوم على الفلسفة الاشتراكية وطرقها النضالية الشعبية فجرى تطبيق نظريات ماو تسي تونغ من حيث أن الاطراف هي من تسقط او تحافظ على المركز والأطراف وهي بالتصنيف الأردني ( العشائر ) التي يتوجب تحريضها على الملك ولا يوجد ما هو أكثر أستفزازا لغالبية الأردنيين من فكرة الوطن البديل حتى أن هدم مكة والقدس لا تؤثر فيهم بمثل ما تخنقهم وتستفزهم هذه الفكرة ( فلسطيني يحكمه ) ولقد كان من الضرورة بمكان أن يقدم السم مغلفا بالحلوى فكان المدخل المثالي ( الشهيد وصفي التل ) الذي جرى تزوير شخصيته ومنجزاته وفقا لاحتياجات نظام الأسد ..
لذلك كانت الشائعات التي بثتها الاستخبارات السورية تجاه الملك شخصيا وجرى تنفيذ العملية من خلال ذراعها في لبنان في معظم الأحيان من خلال قصص مختلقة احيانا او معلومات حقيقية لاضفاء لمسة مصداقية يجري قولبتها وتحويرها وتوجيهها فتصبح قضية كبرى كما جرى توجيه ضربة مؤثرة لاستفزاز ابن العشيرة على الملك من خلال زوجته رانيا العبدالله بأعتبارها ( من اصول فلسطينية والترويج لفكرة بسيطة غامضة قابلة للتأويل والبناء والثرثرة والمبالغة في ردود الفعل وهي مشاركتها بالحكم ) ووفقا لهذه النظرية فقد ضرب العرش في الصميم العشائري الذي يخشى على نفسه من الذوبان ..
لكن بالمقابل أستفاد من ذلك الجهد الأستخباري الأردني في فقء الدمل المعتمل ولن يكون هناك أسوأ مما قيل عن الملك وعائلته - فقد قيل كل شيء يمكن أن يقال - وبقيت الملكية متماسكة فأستنفدت الغاية من الأجراء بل على العكس من ذلك فقد أدت هذه الشائعات لعملية مراجعة عميقة للحالة الملكية وبما يمكنها من التعايش وتطوير نفسها والمواءمة مع الحالة الشعبية التي كنا نفتقدها او نحتاجها لحماية الوجود الأردني وصيغة الأستقرار الوطني وتماسكه الوحدوي وأعادة تشكيل الوعي المجتمعي وصياغة العقد الأجتماعي من جديد وعليه فلا يوجد ما يقلقنا من هذا الجانب ومن الملاحظ ان الحملة على الملكية كانت تصعد وتهبط وفقا لقراءات الاستخبارات السورية حول الموقف الاردني من الأزمة ومدى أقتراب أو ابتعاد الأردن عن ( البترودولار ) ..
على هامش التحليل اعلاه وتحريض اليسار في الأردن وتعبئة المكون العشائري ( الأقل حظا ) بفكر المخابرات السورية وخلخلة مشروع الملكية الشعبية وتجييره لصالح الجهد العسكري السوري في ( معركته الكونية ) ظهرت الحاجة لثورة تصحيحية داخل مشروع الملكية الشعبية الأردني تستطيع التصدي للأمتداد الفكري السوري ومن هنا كانت زمزم كمبادرة شعبية أردنية وطنية خالصة من الأهمية بمكان أنها تحظى بمباركة صانع القرار الاستراتيجي الأردني الذي طاب له أطلاق تهمة الشرق أردنية على هذا المشروع لأن المكون المستهدف بحالة التصويب هو المكون العشائري ..
وعلى هامش المسألة أيضا يمكن للمرء أن يدرك الآن مدى فرعية وسطحية وعبثية البحث في أسقاط حكومة النسور مثلا من عدمه بأعتبار ان المرحلة لم تنته بعد وعليها ان تتخذ بعض القرارات غير الشعبية التي تمهد الطريق لحكومة متحررة من ضغط هذه القرارات تدخل بنظافة على مرحلة ما بعد جنيف مع الأخذ بعين الأعتبار ان اسقاط الحكومة مستقبلا بعد استنفاد غايتها سيكون بمشهد درامي عظيم كحاجة استراتيجية وتأسيسا على ما تقدم أيضا يستطيع المراقب الواعي فهم عملية وجود شخصية مثل فايز الطراونة كرئيس للديوان الملكي ومدى ارتباط ذلك بتقدم عملية السلام وتشبيكها مع مخرجات جنيف 2 باعتبار الرجل عراب للسلام وجهة موثوقة دوليا ووجه مقبول لدى اسرائيل ويتمتع بخبرة واسعة علما انه لا يشترط بقاؤه كرئيس للديوان الملكي لهذه الغاية ..
لقد دفع العرش ثمنا باهظا للمرحلة ولكن ذلك كان أهون الشرور وبذلت مؤسستنا العسكرية وعلى رأسها المخابرات العامة والجيش العربي جهدا خارقا أذهل الجميع ولقد كان واجبا على مخابراتنا التعامل مع جميع ما سبق وما هو موجود من مشاريع وتناقضات وانعكاس ذلك على ساحتنا المحلية ، ففي المنطقة نموذجين يصلحان للتدريس في كليات العلوم السياسية والعسكرية في العالم كله النموذج الأول هو السوري الذي قام بتفجير الصراع وتصدير أزمته للخارج والنموذج الثاني هو الأردني الذي يقوم على تنفيس واحتواء وتفكيك او توجيه الصراع وكان من الذكاء بأنه تفوق على النموذج الأول وقام بتوجييه لصالحه ولكن لا يوجد شيء كامل في هذه الحياة ولا يوجد نشاط بشري لا ينشأ عنه نتيجة سلبية ولكن السلبيات بالأمكان معالجتها والمقال القادم سنتحدث عن أعادة مراجعة حالة العرش ومعالجة السلبية فيها وسنتطرق بالحديث عن القوات المسلحة كرمز للهوية الأردنية ومتطلبات الأصلاح في هذه المؤسسات ..