عجز الأسئلة الخمسة في إسقاط مجلس النواب ؟!
ممدوح ابودلهوم
10-12-2013 02:56 PM
الراصد المتابع للمشهد السياسي في البلاد منذ سنين ثلاث وحتى اليوم ، لا بد و مهما أُوتي من خبرةٍ وحصافةٍ وموضوعية أن يقف عجوزاً أمام هذا السيل العرم من التحولات على الصُعد كافة ، إذ أن مطالب الشارع الأردني حراكاً سلمياً أو فوضى نقيضة هي المطالب نفسها حتى و لكأنها نسخٌ مكربنة ، و أنا هنا لا أتحدث عن المطالب المشروعة للمواطنين نحو مزيد من الإصلاح و مواجهة الفساد و عدالة توزيع مكاسب التنمية (إلخ) ، ما كله هو من حقهم ابتداءً وهو حقٌ فيما نعلم جميعاً يكفله الدستور والقانون أيضاً في أردن القانون و المؤسسات ..
نقفز عن ذلك كله فما نريد تكرار أنفسنا أو تفسير الماء بعد الجهد بالماء كما يقولون ، فمحسومٌ للمثال لا الحصر أن ما بين الشارع والحكومة هو ما صنع الحداد حتى لا أقول كسر عظم (!) ما هو فيما أحسب – وهو على كل حال رأيٌ يقبل النقاش – نتيجة مُختلقة لأصداء الربيع العربي مع أن لنا ربيعنا الأردني الخاص الموضوعي والموزون أيضاً .
غير أن المطلب الذي لا يمكن القفز عنه لأيّ مراقبٍ سياسياً يتوخى الحيدة والنزاهة ولا بأس بقليل من الإنصاف ، و أعني مباشرةً مطلب اسقاط مجلس النواب السابع عشر الحالي هذا، والذي بالكاد مضى شهر على افتتاح دورته العادية ، فعجيبٌ غريبٌ أمر مركب هذا المطلب اذ لا يجمع جامعٌ يمكن هضمه بين عناصره الكيميائية ، بمعنى ماذا سيجيب هؤلاء على الأسئلة التاريخية الخمسة حول المطلب الحرون هذا : ماذا و كيف و أين و متى و أعجزها من ؟!
المجلس الحالي ومنذ دورته الغير عادية و بوجه خاص تباشير الإداء في الدورة الحالية ، يكاد يكون وبعيداً حتى عن عامل الإنصاف المجلس الوحيد الذي أشاد بإدائه جميع الفرقاء وتلاوين الطيف في البلاد ، ولعل التغيير على مستوى الرئاسة والمكتب الدائم وكذا اللجان هو و بإجماع الأراء الرافعة الرئيسة للإداء آنفاً ، يصطف كتفاً إلى كتف مع روافع أخرى لعل أهمها فيما يرى المراقبون تغيير النظام الداخلي للمجلس ، أما رد المجلس على خطبة العرش فأحسب أنها برنامج عمل بأجندات محددة واعدة ومطلوبة للدورة الحالية ..
المبشر أيضاً ، بإختصار ، هو حالة الهارموني بين الغرفتين والمجلسين الأعيان والنواب وهي ما أفصح عنها كلمتا الرئيسين الروابدة والطروانة أمام جلالة الملك ، فحين تكون أبواب التعاون مُشرعة بين قُطبيِّ السلطة البرلمانية فإن ذلك يستوي رافعة أخرى في إداء مجلس النواب الحالي، والسؤال الذي يصر أن يبقى برسم الهواء الطلق هو وبعيداً عن الأسئلة الخمسة آنفاً ، إذا سقط هذا المجلس بعد كل الذي قلناه ، وهو بالمناسبة غيضٌ مبتسرٌ من فيضٍ ما ينضب ، فما هي مواصفات المجلس الذي يريدون (؟!) وكيف وهم يتعجلون السلطات المعنية ومنها المجلس إجراء المزيد من التعديلات الدستورية و الإصلاحات لسياسية (؟!) و أخيراً وليس أخراً إذا كان وقت هؤلاء ، للموضوعيين منهم الإحترام ، (سيّاح نيّاح) كما يقولون ! ، فوقت الوطن و في هذه المرحلة الشديدة الخصوصية البالغة الحساسية من تاريخه ثمينٌ محسوبٌ ومقدس ..