يروى أن امير المؤمنين عمر بن الخطاب ؛رضي الله عنه ؛ قد قال : لو ماتت سخلة على شاطئ الفرات ضياعاً لخشيت أن يسألني الله عنها " ، وفي رواية اخرى " لو أن بغلة في العراق تعثَّرت لخفت أن أسأل عنها لِمَ لَمْ أسوِّ لها الطريق .
إن كان هذا شعور عمر بالمسؤولية تجاه " بغلة ".تسير في أقاصي الدولة ؛ فكيف سيكون شعوره تجاه إنسان على أطراف العاصمة !!!.
يقول احد المسئولين في بلدية نيويورك : إذا نفق عصفور في حديقة سنترال بارك لشعرت بالمسؤولية!!! ، ويتساءل الأردنيون : ماذا يقول رئيس حكومتهم ؛ صاحب الولاية العامة ؛ عن جريمة القتل التي شهدتها مدينة الزرقاء ، والتي راحت ضحيتها طالبة جامعية ، بعد أن أثخن جسدها بطعنات غادرة ، وحادثة الدهس المتعمد لامرأة في وادي السير ما جعلها في حالة موت سريري ، وغيرها الكثير ؟!.
لله درك يا ابن الخطاب ، في سطر صغير ، تقدّم ألف درس كبير: كيف يكون التعامل مع الرعية !!! ، ولله درك ياصاحب الولاية العامة ؛ كيف تتجاهل ملايين السطور ولاتتعلم ولو درسا واحدا في سياسة الرعية!!!.
عناد د.النسور في مواجهة المطالب الشعبية في بتطبيق التوقيت الشتوي المعمول به في الأردن منذ زمن بعيد ، يحمله المسؤولية الوطنية والدينية الكاملة ، ذلك ان خروج الأطفال والفتيات من بيوتهم إلى مدارسهم وجامعاتهم مع صلاة الفجر، ولاسيما في الأيام الغائمة والماطرة ، مع اضطرار بعضهم للسير على أقدامهم مئات الأمتار للوصول إلى المركبات التي تقلهم يعرض حياتهم للخطر، وخاصة في أجواء ظاهرة العنف السائدة .
لا نملك إلا أن نقول : "إتق الله ياعبدالله " فالله تعالى يقول " وقفوهم إنهم مسئولون " ، فسنسألك عن كل شهيد كنت سببا في موته ؛ وعن كل جريح وسجين تسببت قراراتك في إذائه ؛ وعن كل درهم ودينار نهب من اموال شعبنا الصابر وسكتت حكومتكم عن محاسبة سارقه وملاحقته ؛ وعن كل وظيفة سلبت من مستحقها لتهدى لصهر او قريب !!!.