إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا
أ.د مصطفى محيلان
08-12-2013 03:05 AM
لسنا مذهولين من النتيجة، فالمملكة الأردنية الهاشمية لها كل الحق بعضوية مجلس الأمن للأسباب التالية:
الاعتدال: فما كان الأردن إلا صوتاً داعياً وداعماً للحق والعدالة في المطالب، سواء لحقوقه أو لحقوق غيره، والشواهد على ذلك كثيرة، بدءاً من مطالبته المعتدلة بحرية أمته وحقها بالحرية والحياة الفضلى، وامتداداً لعدالة مطالبه في دعم حقوق الآخرين باستعادة حقوقهم وأوطانهم.
الوسطية: فهو الوطن الذي تتناغم طريقة حياته مع مبادئه ومع قوانينه، حيث جمع ذلك برسالة عمان التي نشرها في كافة أنحاء العالم والتي دعا من خلالها إلى التزام الوسطية طريقة للحياة.
منهجية الحكم: حيث لم تنفرد القيادة بالحكم، فلم تكن في يوم قيادة تسلط بل شورية نيابية، الملك فيها هو الضامن للدستور، وكلنا قرأ رسائل جلالة الملك وأوراقه النقاشة، وإصراره على أن تُمكَن الديمقراطية، وجعل نفسه طوعاً حاميها وراعيها.
الحكمة والتحمل: فهو الوطن الذي لا يتعجل في قراراته وبالتالي لا يندم، ففعله مدروس ولا يؤمن بالارتجالية أو الشعبوية، ولذلك فهو من يتحمل تبعات قراراته وعليه تجده معتمداً لدى غيره، إذ انه يتخذ المصداقية مبدأ تعامل.
الأمن والاستقرار: فالمملكة من خلال الإصلاحات الداخلية المستدامة، زادت عبر السنين من حظها بالاستقرار في محيط مضطرب مستعر.
السلمية: وهذا هو حال الوطن وطريقة حياته ومنهجية تعامله، فهو المؤمن بسلمية التعامل داخلياً وخارجياً، فرغم المحاولات المتكررة للعبث باستقراره من خلال استفزازه ودفعه للتهور، إلا أنه كان الهادئ، المتزن، العاقل والمنضبط، فهم يمكرون، ويمكر الله، والله خير الماكرين، فحُفِظَ الوطن، وزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقا.
السياسات الخارجية الملتزمة بالمبادئ الدولية العالمية: وعدم الانحياز إلا للحق مما أعطانا شبه إجماع في التصويت الذي يعتبر إنجازاً تاريخيا لنا في هذا الوقت بالذات، ففي حقبة تهاوي الدول يصعد الأردن شامخا برجاله الأوفياء، فهذا وعد رباني، فهو سبحانه القائل « إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا».
العطاء بلا حدود: فلقد كان وما زال الأردن هو ملجأ لمن حوله في الحرب والسلم، كل ذلك على حساب أبنائه الشرفاء ورغم قلة الدعم وشح الموارد، فالأردنيون هم المضحون بما في أيديهم لغيرهم، فهذه هي عادة العطاء بلا منة، فنحن من يوقن بأن ما عند الله خير وأبقى.
التاريخ المشرف: إذ لا يسجل على هذا الوطن شعباً أو قيادة بأنه كان سبباً أو طرفاً في أذية لأحد بل رافع لظلم، أو مصلح ذات بين، فكم اجتمعت قيادات من دول صديقة وشقيقة فيه دخلته متناحرة وخرجت منه متآلفة.
التواصل وحسن التعامل: فما إجماع 178 دولة على منحه عضوية مجلس الأمن إلا دليل على حسن علاقاته وتعامله مع الجميع.
القيادة الواثقة حالياً وعبر العصور: وهذا يسجل لملوكنا دائما وأبداً إن شاء الله، فتواصلهم المستمر، ووضوح رؤيتهم، وصدق ونبل مشاعرهم وتسامحهم، جعلهم محط إعجاب قادة وشعوب العالم.
الشعب المتعاون: إذ أن توافق الفكر، والهدف، والرؤيا بين القيادة والمواطن، أعطى وطننا تناغماً بصبغة متميزة حببت العالم بنا، وأكسبتنا احترام مكننا من تبؤ المكانة العالمية التي نستحق.
إيمان الأردن بقدرته على تبؤ هذا الموقع: فلولا ثقة الوطن بنفسه علة كافة المستويات لما وصلنا إلى ما نحن فيه الآن بتوفيق الله.
(الرأي)