رحل نلسون مانديلا.. رحل رجل عملاق من عمالقة العالم.. حمل رايات الحرية وأشعلها لتضيء ارض وطنه فكانت منارة لكل احرار العالم.
فبرحيله خسر العالم رجلاً عظيماً من عهد الكبار الذين قارعوا الاستعمار والعنصرية والكراهية.. فحرر بلاده بعد 27 سنة قضاها في غياهب سجون حكومة البيض العنصرية التي كانت تحكم جنوب افريقيا.. حرر بلاده دون ان ينتقم من احد وعامل سجانيه فكان معلما لهم في دروس النضال والانسانية.
عاش مانديلا عظيما مناضلا ثائرا كما غاندي وتيتو وغيفارا وشافيز وسيمون بوليفار وجمال عبد الناصر.. ومات عظيما ايضا كما مات اولئك العظماء.. فمجد التاريخ اسماءهم وسار خلفهم احرار ومناضلو وثوار الدنيا كلها.. صحيح ان مانديلا فارق الحياة ولكن ذكراه خالدة خلود الكون كله لان العظماء أسماؤهم كأمجادهم باقية ولا تنمحي بموتٍ أو غياب.. فسطر مانديلا في كتاب التاريخ المنقوش في أسفار الخلود قصصا جميلة وعظيمة في ميادين النضال والكفاح والثورة ضد الظلم والعنصرية.. تاريخ مليء بذكريات رجال رحلوا عن الدنيا لكنهم لم يموتوا ابدا.. رجال توارتْ أجسادهم تحت التراب لكن زرعهم ينمو دائما بافكارهم وعنادهم لخدمة شعوبهم واوطانهم وشعوب العالم اجمع.
نلسون مانديلا.. أيها الجبل الاشم في زمن الظلم والعبودية التي تقودها اسرائيل والامبريالية العالمية.. ايها الرجل الطويل بقامة وطنه.. ستظل افكارك الانسانية والنضالية معلما من معالم الحياة تسير عليها الاجيال حتى النصر على قوى الظلم والاستكبار والاحتلال والاستعمار.
مانديلا.. رحيلك عنا غير مفاجئ بحكم مرضك وعمرك ولكن حقك علينا ان نذكرك وكلما طال الظلام نستذكرك وعند المواقف تكون روحك معنا حيث ان رسالتك العظيمة سيتم تناقلها عبر الاجيال والازمان وفي كل رحلات الحياة.. فاين ايها الزعيم سجانيك واين قادة الفصل العنصري الان.. فلا ذكر لهم وقد انتهوا الى غير رجعة وستنتهي دولة اسرائيل العنصرية في فلسطين ايضا كما كانت نهاية الحكومة العنصرية في جنوب افريقيا بنفس الصمود والنضال والاسلوب الثوري " وستبقى ايها الزعيم ويا رفيق درب ياسر عرفات منارة المناضلين على الساحة العربية والدولية حيث قلت ايها الزعيم البطل " نعلم جيدا ان حريتنا غير مكتملة بدون حرية الفلسطينيين "... فنظام الفصل العنصري لم يدم في جنوب افريقيا ولن يسود في فلسطين..
سمعت صديقاً لي يقول لم يأت لنا مانديلا بعد فاجبته الم تسمع قول مانديلا عند زيارته لمصر حيث قال " كنت اتمنى ان ازور مصر واجد عبدالناصر ولكنني الان في مصر سازور اربع اهرامات.. الاهرامات الثلاث والرابع قبر جمال عبد الناصر.
سلام عليك ايها العملاق البطل..فقوق الارض وتحت الارض.. وستظل رمزا من رموز النضال في العالم.. اننا نفتقدك لكن شعلة لن تخبو ابدا.