عمون - أبــــي ....
لا زال عطرك عالق بثوبي...
أحاكيك في صمتي..وأسمع صوتك في حياتي.. أقطف الأزهار كل يوم..وأحيا على بقاياك داخلي.. تتوهج روحي وتشرق عند سماع اسمك.. ولك بداخلي أكثر.. بعدد الثواني والدقائق والساعات في ثلاث سنوات مرت على غيابك.. أدعو لك بالرحمة وأكثر..
ثلاث سنوات على رحيلك.. أدركت كم أفتقدك و أنا أتجول في أركان البيت.. هنا كنت تقبلني .. و هنا كنت تراقصني .. و هناك كنت تمازحني ..

ثلاث سنوات على رحيلك.. وأنا مازلت أشم رائحة الطعام الذي تعده ... مازالت ملابسك مبعثرة و لكن في مخيلتي .. فلقد رحلت و تركتها منظمة هذه المرة و لكن للأبد .. كم أشتاق إلى ضجيجك و عفويتك..

"أبـــي" ... أعترف بأنك كنت تدرك معاني الحياة بشكل أعمق مني.. كنت تحاول أن تعلمني الحياة.. .. واليوم في غيابك أعيش أسوأ اللحظات والأيام... بعد رحيلك أدركتُ أن الحياو تتوقف عندك.. رغم أنك أخبرتني ذات مرة أن الحياة لا تتوقف عند أحد ...

يارب.. ان "أبي" فى رحابك .. وفي ضيافتك .. جاءك وكله أمل فى كرمك..
ربي إن "أبي" كان يرحمنا ويسعدنا.. وكان يكرمنا ويأوينا..
ربي إن "أبي" كان يذكرك دائماً باسم الرحمن الرحيم .. فاللهم حقق رجائه فيك ولا تخيب ظنه يارب العالمين ..
اللهم إن "أبي" كان إن رأى فقيراً يبكى أكرمه.. وإن رأى مريضاً عاده وسرّ خاطره.. فاجعل اللهم رحمتك تصيبه وتجلعه فى الآخرة ممن رضيت عنهم وأكرمتهم وسررت خاطرهم..

أعتذر منك اليوم يا "أبـي".. و أنا أعانق وحدتي في ظلمة الليل .. فكل الاشخاص لا يملئون فراغاً اختلقه غيابك .. فقد طافت أنفاسك خلجان الإنتظار !!!!

"أبـــي حبيبــــي" ﻻ أﺒﻜﻴك ﺇﻋﺘﺮﺍﺿﺎً ﻓَﻜﻞ ﻧﻔﺲٍ ﺫﺍﺋِﻘﺔُ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﻟﻜﻦ أبكيك ﻓﻘﺪﺍً ﻭﺇﺷﺘﻴﺎﻗﺎً..
ﻑَ ﻳﺎﺭﺏ ﺃﻧِﺮ ﻗﺒﻮﺭه ﻭﺃﺭﺣمه ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺳِﻌﺖ ﻛُﻞ ﺷيء...

ابناؤك المحبين